في أحدث تطور للحرب الروسية الأوكرانية، فقدت محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، صِلاتها بآخر خط كهرباء رئيسي متبقٍ، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وذكر مسؤولون محليون موالون لروسيا، إن مشكلة المحطة التي تعتمد على خط احتياطي لتزويد الشبكة الأوكرانية بالطاقة، نجمت عن "مشكلات فنية" ناتجة عن القصف.
أحدث تطور للصراع في زابوريجيا
يتهم كل طرف في النزاع الطرف الآخر بقصف المحطة، التي تنذر بكارثة وشيكة حال تفجيرها، إذ تعدّ أحد أكبر المفاعلات النووية في العالم.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن أحد المسؤولين العسكريين الروس قوله إن إحدى قذائف المدفعية الأوكرانية أصابت وحدة الطاقة في محطة زابوريجيا النووية، فعطلتها عن العمل، مشيرة إلى أن الخلفية الإشعاعية على أراضي محطة الطاقة النووية تقاس باستمرار.
وكانت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة المدير العام، رافائيل جروسي، قد زارت زابوريجيا وإنرجودار، لافتة إلى أن سلامة مرافق المحطة كانت مصدر قلق على خلفية الأعمال العدائية النشطة في منطقتها.
وتحدَّث جروسي إلى سكان إنرجودار حيث تقع المحطة، داعيًا إلى وقف الاستفزازات الأوكرانية ضد محطة الطاقة النووية.
محطة زابوريجيا النووية
زابوريجيا، في جنوب أوكرانيا، هي أكبر محطة نووية بأوروبا، سيطرت عليها روسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب مع أوكرانيا في فبراير الماضي.
تحتوي محطة زابوريجيا للطاقة النووية على 6 مفاعلات صمَّمها الاتحاد السوفيتي سابقًا، تسمى مفاعلات "القدرة المائية - المائية في. في. إي. آر-1000 في-320"، التي يجري تبريدها بالماء، وتعمل باليورانيوم 235 الذي يقدر نصف عمره بأكثر من 700 مليون سنة.
وتمتلك كل وحدة من وحدات محطة زابوريجيا سعة صافية تبلغ 950 ميجاواط كهربائية، أو ما مجموعه 5.7 جيجاواط كهربائية، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والمحطة هي أكبر محطة نووية في أوروبا، وواحدة من كبرى محطات الطاقة النووية في العالم.
وبدأ العمل في تشييد محطة زابوريجيا النووية عام 1980، وجرى توصيل مفاعلها السادس بالشبكة عام 1995.
مكمن الخطر الأكبر
يهدد انخفاض إمددات المياه المفاعلات، إذ تستخدم الماء المضغوط لنقل الحرارة بعيدًا من المفاعل، ولإبطاء حركة النيوترونات لتمكين اليورانيوم 235 من مواصلة التفاعل.
وحال قطعت المياه وفشلت أنظمة المساعدة في الحفاظ على برودته، جرّاء هجوم محتمل، فإن التفاعل النووي سيتباطأ، وتزداد حرارته بوتيرة متسارعة للغاية.
وعلى إثر ذلك ترتفع الحرارة لينطلق الهيدروجين من طبقة الزركونيوم، ويبدأ المفاعل في الذوبان.
وذكرت كيت براون، المؤرخة البيئية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كتابها "دليل البقاء" أنه "إذا لم تتجدد المياه وتبخرت، ستسخن طبقة الزركونيوم ويمكن أن تشتعل فيها النيران".
وأوضحت أن "حريق من اليورانيوم المشع شبيه إلى حد بعيد بالذي حدث في كارثة تشرنوبيل والذي سيطلق مجموعة كاملة من النظائر المشعة".
وحدث أن تسبب انبعاث الهيدروجين من حوض الوقود المستهلك في انفجار بالمفاعل رقم 4 في كارثة فوكوشيما النووية اليابانية عام 2011.
وتُصمَّم المفاعلات لاحتواء الإشعاع وتحمّل الضربات الكبيرة، ما يعني أن خطر حدوث تسرب كبير لا يزال محدودًا، حتى لو أصيب بقذيفة متفجرة.
وتضم المحطة علاوة على المفاعلات الستة، منشأة التخزين الجاف للوقود النووي المستنفد في الموقع ويجري فيها تجميع الوقود النووي بعد استخدامه، وكذلك أحواض في كل موقع من مواقع المفاعلات لتبريد الوقود المستنفد.
مَن يتحمل مسؤولية الكارثة؟
مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من فبراير الماضي سيطرت القوات الروسية على المحطة في أوائل مارس.
ويواصل فنيون أوكرانيون تشغيل المنشأة النووية، لكن وحدات عسكرية روسية خاصة تحرسها، ويقدّم متخصصون نوويون من روسيا المشورة.
ووجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيرًا من أن العاملين الأوكرانيين يعملون تحت ضغط شديد، مشيرة إلى أنه حال وقوع كارثة نووية فمن غير الواضح مَن سيتعامل معها خلال الحرب.