خلال ثلاثة أشهر فقط شهد المجتمع العربي أربعة جرائم بشعة، إذ قتلت 4 فتيات في مقتبل العمر على أيدي 4 شباب.
أكثر من عامل تشترك فيه الفتيات، كونهنّ طالبات جامعيات، وكونهن قُتلن في أماكن عامة، علَّ الأمر الوحيد الذي يفرق بينهن هو الطريقة التي غُدِرن بها على أيدي مَن قتلوهنّ، إذ زعم كل واحد منهم أنه فعل ذلك بسبب لوعة العشق.
آخر هذه الفتيات أماني عبد الكريم، الطالبة المصرية بكلية تربية رياضية التي أرداها قريبها بمدس خرطوش!
الحكاية بدأت مع نيرة
بداية سلسلة قتل الفتيات كان مع نيرة أشرف، الطالبة بكلية الآداب جامعة المنصورة، والمقتولة بسكين بجوار سور الجامعة يوم 20 من يونيو الماضي، على يد زميلها محمد عادل المقيد بذات الكلية.
محمد عادل الذي تعرف إلى نيرة في أثناء دراستهما بالكلية، وساعدها على إنجاز بعض أبحاثها عام 2020 -وفقًا لتصريحات والد نيرة- وكان يود خطبتها، وتقدم لوالدها بالفعل أكثر من مرة خلال سنتين، غير أن طلبه قوبل بالرفض من نيرة نفسها التي كانت ترغب في استكمال دراستها.
عادل لم يقبل الرفض، فانتقل إلى مرحلة التهديد والملاحقة، وحينما أبدى نوايا سيئة وبدأ تهديد نيرة، اتَّجهت الأسرة لتحرير ٤ محاضر ضده، بعد أن شكوه إلى أهله أكثر من مرة، لكن لم يجدوا له رادعًا، حتى وقعت الجريمة!
وقد أحالت المحكمة أوراق محمد عادل إلى المفتي الجمهورية الذي صدَّق على الحكم بإعدامه.
فتاة الأردن تلحق بنيرة
يوم 24 من يونيو استفاق الأردنيون على خبر مقتل الطالبة إيمان إرشيد التي تدرس التمريض في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة بالعاصمة عمّان، بعدة رصاصات من شاب كان يريد الارتباط بها ورفضته.
5 رصاصات أطلقها الشاب تجاه الفتاة داخل الحرم الجامعي ليُنهي حياتها فورًا، ثم فرَّ هاربًا قبل أن تحاصره الشرطة الأردنية فينهي حياته بيده، ليلحق بضحيته ويلقى جزاءه العادل.
سلمى بهجت.. ثالث الضحايا بـ١٧ طعنة!
لم يكن المجتمع العربي قد استفاق من جريمتي القتل السابقتين، ولا تزال أصداؤهما تتردد، حتى قُتلت الطالبة سلمى بهجت، فتاة الزقازيق، بعد طعنها ١٧ طعنة بسكين زميلها إسلام محمد.
محمد تربَّص بها في مدخل عمارة سكنية بالزقازيق حيث كانت تزور صديقة، ثم انهال عليها بسكينه حتى أرداها قتيلة، بعد مرور شهرين فقط على حادث نيرة!
خلَّفت تلك الحادثة صدمة للمجتمع المصري، إذ شابهت سابقتها في التفاصيل كافة تقريبًا، وتفاعل معها الجمهور مطالبين بسرعة تنفيذ القصاص في الجانيين، خاصة عادل الذي بدأ تلك السلسلة، وحفَّز غيره على اللجوء إلى القتل حال رفض أي فتاة الارتباط به.
اختلاف السلاح وتشابه النتيجة.. أماني عبد الكريم
الوتيرة أصبحت أسرع، ولم يكد يمر شهر واحد على مقتل سلمى بهجت، حتى وقعت الجريمة الثالثة في مصر، وكان ضحيتها الطالبة بكلية التربية الرياضية "أماني عبد الكريم".
لقيت أماني مصرعها مساء أمس السبت، رميًا بالرصاص، على يد شاب أراد خطبتها سابقًا لكنها رفضته، فأطلق عليها النار في أحد شوارع قرية طوخ طنبشا بمحافظة المنوفية، ثم لاذ بعدها بالفرار، وتكثف قوات الشرطة من جهودها للقبض عليه.
اللافت أن أماني قُتلت في اليوم نفسه الذي تقدم فيه المحامي فريد الديب بمذكرة للطعن أمام محكمة النقض على حكم إعدام محمد عادل قاتل نيرة أشرف.
فهل أصبح الحب أقصر طرق الموت في البلاد العربية؟