فنَّد موقع "آسيا تايمز" الدعاية الغربية التي تروّج لعزلة روسيا عالميًا عقب غزوها لأوكرانيا في فبراير الماضي.
وبحسب مقال لـ "جون رويل"، فإن موسكو تتلقى دعمًا كبيرًا علنيًا وبشكل مهذب من الدول الأخرى.
دلالات التصويت في الأمم المتحدة
وأوضح الكاتب أنه رغم أن الدعم المفتوح للكرملين يأتي إلى حد كبير من الدول المارقة المعزولة بالفعل عن واشنطن وبروكسل، فإن دولًا أخرى تُقدّم أشكالًا أخرى من الدعم لموسكو.
وأشار إلى أن عزلة روسيا جرى توثيقها في قرار للأمم المتحدة في 2 من مارس الماضي، عندما صوَّتت 141 دولة على قرار يدين غزو أوكرانيا، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، بينما دعمت 4 دول فقط الكرملين، وهي بيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا وإريتريا.
وأشار إلى أن هناك دولًا أخرى، مثل فنزويلا والسودان وكوبا ونيكاراغوا، لديها مشاعر معادية للولايات المتحدة أكَّدت جميعها التزامها تجاه روسيا منذ الغزو.
وأضاف: كانت هناك عروض خفية للدعم جاءت من جميع أنحاء العالم، رغم حذر الدول من دعوة الغرب لعقوبات مالية أو وجود تصورات بأنها تضر بأوكرانيا من خلال دعم روسيا.
ولفت إلى أن امتناع 35 دولة -تمثل أكثر من نصف سكان العالم- عن التصويت على قرار الأمم المتحدة بإدانة الغزو، يؤكد هذه الحقيقة.
وقال الكاتب: خلال القرار الثاني بتعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان في أبريل، صوتت 93 دولة لصالحه، بينما امتنعت 58 عن التصويت، وصوتت 24 ضده.
قوى بارزة تدعم روسيا
ونوَّه الكاتب بأن الدعم العلني لم يقتصر على الدول المنبوذة، مشيرًا إلى الصين التي قدَّمت للجيش الروسي مساعدات كبيرة إلى جانب المكونات الإلكترونية والمواد الخام الحيوية لاستمرار حملتها في أوكرانيا.
وتابع: في يونيو ، اتُهمت 5 شركات صينية بمساعدة الجيش الروسي وأدرجها مسؤولون أمريكيون على القائمة السوداء.
وتوقّع الكاتب تسارع المساعدات العسكرية الصينية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان في 2 من أغسطس، والتي تسببت في تدهور العلاقات الأمريكية الصينية بشكل كبير.
وأردف: كما ساعدت القروض الصينية والوصول إلى أسواقها الاستهلاكية، لا سيّما في مجال الطاقة، روسيا على التخفيف من وطأة العقوبات الغربية وانخفاض الصادرات.
وتابع: أدَّى عدم الثقة تجاه الغرب والاعتراف بمكانة روسيا كمورّد عالمي رئيسي للطاقة والغذاء إلى تحفيز التعاون المستمر مع موسكو في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الهند، على سبيل المثال، واصلت شراء الأسلحة وزيادة شحنات الطاقة من روسيا.
وأضاف: رفض شركاء وحلفاء غربيون آخرون، من بينهم تركيا، المشاركة في معاقبة روسيا، إلى جانب دول في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
تناقضات غربية
ومضى يقول: في غضون ذلك، أعاقت التناقضات وانعدام الوضوح بين الدول الغربية فاعلية العقوبات الغربية.
ولفت إلى أنه في يونيو ، أضافت وزارة التجارة الأمريكية جهات فاعلة مالية من عدّة دول، بما في ذلك ليتوانيا والمملكة المتحدة، إلى قائمتها السوداء للشركات لمساعدة روسيا على تجاوز العقوبات ودعم مجهودها الحربي.
وتابع: في حين أن الدول المعارضة للنظام الأمريكي كانت أكثر انفتاحًا بشأن دعمها لروسيا، يواصل الكرملين تلقّي دعم كبير بشكل علني ومهذب من الدول الأخرى.
وختم بالقول: "هذا يؤكد الفكرة القائلة بأن الحرب في أوكرانيا لا تزال صراعًا بين الغرب وروسيا، ويسعى معظم الدول الأخرى إلى تجنّب الانجرار إليها".