قال موقع «منتدى شرق آسيا»، إن قرار حركة طالبان الأفغانية تعكس عمق الخلافات داخلها، مشيرا إلى أن المجلس السري في قندهار هو صاحب الكلمة العليا.
وبحسب مقال لـ «عبد القادر سنو»، عندما بدأ العام الدراسي في أفغانستان في مارس 2022، كان الصحفيون يستعدون لتغطية عودة الفتيات إلى التعليم الثانوي.
وأضاف: بدلا من ذلك، سجلت الكاميرات عودة الفتيات محبطات إلى منازلهن.
عملية مبهمة
أشار الكاتب إلى أن عملية صنع القرار في طالبان مبهمة للعديد من المراقبين وصناع القرار في الغرب.
وأردف: في حين أن قرارات طالبان ليست بالضرورة جيدة لأفغانستان، إلا أن لها أسس تنظيمية وعقائدية وثقافية.
وشدد على أنه لا يمكن للقادة الغربيين صياغة سياسات ذات مغزى تجاه أفغانستان إذا لم يفهموا عمليات صنع القرار لدى طالبان.
وأوضح أن إدارة طالبان ليست منظمة مثل دولة غربية، لافتا إلى أن الأمر سيستغرق سنوات عديدة حتى تتحول حركة متمردة إلى جهاز دولة.
مجلس سري
تابع الكاتب: تلعب حكومة طالبان في كابول دورا مهما، لكن المجلس الأعلى في قندهار، معقل البشتون ديموغرافيا للحركة، هو الحكم النهائي في أي عملية صنع قرار.
ونبه إلى أن مجلس قندهار السري، أو «شورى قندهار»، موجود لحماية القادة الرئيسيين من محاولات الاغتيال ولتوفير القيادة في حالة حدوث غزو أجنبي آخر.
وتابع: كان مجلس شورى قندهار هو الذي أبطل قرار حكومة كابول السماح للفتيات بالالتحاق بالمدرسة الثانوية.
ومضى يقول: يتكهن المراقبون بأن الخط الفاصل هو خط ديني، حيث تُعطل القيادة المحافظة المتطرفة في قندهار القيادة الأصغر والأكثر انفتاحا في كابول.
الانتقام من الغرب
يواصل الكاتب بالقول: قد يكون السبب الآخر وراء التراجع المفاجئ هو الرغبة في معاقبة الغرب على عقوباته المدمرة على أفغانستان، التي يعتبرها معظم الأفغان، بمن فيهم النساء، ضارة.
وأضاف: يعرف قادة الشورى أن الغرب حاول بأثر رجعي تبرير تورطه المكلف والمدمر في البلاد لمدة 20 عاما في أفغانستان من خلال إعادة تأطيره من منظور حقوق المرأة.
ونبه إلى أن قرار التضحية بتعليم الفتيات هو بهذا المعنى محاولة للانتقام من العقوبات الغربية وتجاهلهم المتصور لسبل عيش الأفغان.
وتابع: قد يبدو حظر تعليم الفتيات أو تدمير تماثيل بوذا في باميان كشكل من أشكال الاحتجاج بمثابة هزيمة ذاتية، لكن قادة طالبان يعتقدون أن التعبير عن الخلاف مهم حتى لو كان له ثمن.
لكن، بحسب الكاتب، هذه أيضا أعمال تعبر عن يأس القادة الذين لديهم خيارات محدودة في مواجهة المشكلات الاقتصادية واللا مبالاة الغربية العامة.
ولفت إلى أن المسؤولين في كابول يذعنون للقيادة في قندهار لتجنب الصراع الداخلي الذي من شأنه أن يضعف دولة طالبان.