@Fahad_otaish
ما نشر مؤخرا عن موافقة وزارة التعليم على قيام المعلمين بإعداد الدروس إلكترونيا وعدم اشتراط التحضير الورقي يعيد موضوع التحضير وإعداد الدروس إلى ساحة النقاش الذي طالما تم طرحه وتباينت فيه الآراء بين من يرى أنه تخطيط للدروس لا بد منه، وكما أن التخطيط مهم لكل عمل فإنه في إعداد الدروس أكثر أهمية وصولا إلى القول: إن عدم التخطيط هو تخطيط للفشل، وإن أي إهمال في إعداد المعلم لدروسه يعني عدم قيام المعلم بواجبه كما ينبغي، ولذلك فقد اعتاد المشرفون التربويون ومديرو المدارس أن يطلبوا من المعلم أن يطلعهم على إعداده للدرس قبل أن يتابعوا بقية أنشطته واعتبار ذلك دليلا على اهتمامه بعمله ليس ذلك فحسب، بل إنه طالما تباينت وجهات النظر فيما ينبغي أن يشتمل عليه محتوى التحضير وعناصره وخطواته، وعندما أصبحت بعض المواقع الإلكترونية تنشر تحضيرا لدروس بعض المواد وأخذ بعض المعلمون ينسخون هذا التحضير بدلا أن يعدوا دروسهم بأنفسهم، ظهر أيضا الرفض والقبول لذلك، فمن قائل إن المعلم يمكنه الاعتماد على هذا الإعداد الجاهز للدروس ومن رافض له باعتباره عملية قص ولصق لا تعني أن المعلم خطط للدرس إضافة أن أنموذجا من التحضير يعده مدرس لطلبته ليس من الضروري أن يكون صالحا لطلبة معلم آخر تبعا للفروق الفردية بين التلاميذ وبين أداء المعلمين أيضا، وانتقاد ما يرافق ذلك من اكتفاء المعلم بنسخ هذه الدروس دون الاطلاع عليها، مما يعني عدم الإعداد الذهني الذي هو من أهم متطلبات أداء المعلم على الوجه المطلوب. وبالنسبة للإعلان الأخير الذي قد يفهم البعض أنه هو نفسه عملية القص واللصق التي تحدثنا عنها ينبغي الانتباه أنه ينبغي ألا يكون كذلك، وإلا فإننا نكون لم نأتِ بجديد، بل قبلنا أنموذجا سبق أن تحفظنا عليه، وربما يكون الصواب أن المقبول الآن هو أن يقدم المعلم ما أعده شخصيا من خلال الجهاز الذكي الذي يستخدمه (آيباد، لابتوب) بل حتى هاتف، وليس من الضروري أن يقدمه ورقيا لكن يبقى هو الذي أعد الدروس بأسلوبه وبما يناسب طلبته ويلبي احتياجاتهم ويراعي الفروق الفردية فيما بينهم. على أية حال فإن الزملاء المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين قادرون على اختيار النموذج الأمثل الذي يساعد في تحقيق أهداف العملية التعليمية المعرفية والسلوكية مع الإجماع على أن الإعداد للدروس ذهنيا وكتابيا سواء كان إلكترونيا أو ورقيا هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه، وسيظل التخطيط للدروس أهم أسباب نجاحها وتحقيق المخرجات التعليمية التي نهدف إليها جميعا، وفي أفضل مستويات الجودة والإتقان، وسنجد في الميدان التربوي من الكفاءات القادرة على الإبداع، والحلول المبتكرة التي تحقق مصلحة الطالب أولا، وتقدم العون للمعلم على أداء رسالته على أحسن وجه بالاستفادة مما تتيحه الوسائط الإلكترونية من إمكانيات جعلت التخطيط للدرس أكثر إتقانا وأكثر سهولة وأكثر توفيرا للوقت والجهد.. وفي جميع الأحوال سيظل المعلم المحب لمهنته والذي عقد العزم والإرادة على أداء رسالته هو العنصر الأهم في نجاح عملية التعلم - بإذن الله -.