قال موقع «آسيا تايمز»: إن الغزو الروسي لأوكرانيا أدَّى إلى تسريع النقاش بخصوص الاستعداد العسكري الياباني السلمي واستراتيجيته.
وبحسب مقال لـ «شيلا سميث»، فإن الغزو أقنع الشعب الياباني بأن هذه الأزمة تمثّل تحديًا لقواعد نظام ما بعد الحرب، الذي اعتمدوا عليه من أجل أمنهم.
تحول استراتيجي
أضافت الكاتبة: عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير الماضي، سارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى اتخاذ موقف.
وأشارت إلى أن اليابان قدَّمت في الأسابيع التالية مساعدات إنسانية لمن جرى إجلاؤهم، بل وحتى دعمًا ماديًا لقوات الدفاع الأوكرانية. وكان هذا يمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا.
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي لم يكن قادرًا على التفاوض على معاهدة سلام بعد الحرب مع بوتين، وفشلت جهود اليابان لتحسين العلاقات الثنائية.
محاولات دبلوماسية فاشلة
تقول الكاتبة: ركزت الجهود الدبلوماسية اليابانية التي تستهدف روسيا على إمكانية التوصل إلى حلّ وسط بشأن النزاع الإقليمي حول جزر الكوريل وتحسين العلاقات الثنائية.
ونوهت بأن هدف آبي الأبعد كان يتمثَّل في محاولة إقناع موسكو بالابتعاد عن الشراكة الاستراتيجية مع بكين، ونبَّهت إلى أنه كان يأمل في أن يتمكن من خلال الانخراط مع بوتين، من تقديم بديل للتعاون الروسي مع الصين.
وتابعت: بحلول عام 2018، شكَّك بوتين علنًا في فكرة أن «جزر الكوريل» كانت مطروحة للتفاوض على الإطلاق، ثم ذهبت روسيا إلى حد تعزيز دفاعاتها في سلسلة الجزر.
تنامي العلاقات مع أوروبا
بحسب الكاتبة، يعكس موقف طوكيو من الغزو الروسي العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين اليابان وأوروبا.
وأوضحت أن اليابان عمَّقت مشاركتها مع الاتحاد الأوروبي وطورت شراكتها مع الناتو.
وتابعت: من الناحية الدبلوماسية، فإن الدول الأوروبية لها مصلحة في جهود منع الانتشار النووي تجاه كوريا الشمالية، وكذلك في ضمان حرية الملاحة عبر المياه الدولية.
وأشارت إلى أن طوكيو تستثمر في الدبلوماسية لتأمين الدعم الأوروبي في حالة وقوع عمل عدواني مماثل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
استراتيجية جديدة
الكاتبة سميث أوضحت أنه مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، فتح التركيز على أحكام الدفاع الجماعي المنصوص عليها في المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي سبلًا جديدة للتشاور بين اليابان وحلفاء آسيا والمحيط الهادئ الآخرين.
وأردفت: ستكمل إدارة فوميو كيشيدا مراجعة استراتيجية شاملة بحلول نهاية عام 2022 وسيجري الإعلان عن استراتيجية جديدة للأمن القومي.
وبحسب الكاتبة، بالنسبة لليابان، فإن قبول عدوان مشابه لذلك الذي ارتكبته روسيا من شأنه أن يزيد من خطورة أن ترى الصين أيضًا فرصة لاستخدام القوة.
واختتمت بقولها إن: ادّعاء بوتين وجود تاريخ روسي بديل لتبرير غزوه، يشبه رواية الرئيس شي جين بينغ عن مطالبات الصين الإقليمية.