فازت ليز تراس برئاسة حزب المحافظين البريطاني، متغلبة على وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، لتكتب فصلًا جديدًا من تاريخ المحافظين في رئاسة الوزراء البريطانية بـ"داوننج ستريت".
ويشهد يوم الغد تعيين "تراس" رئيسة لوزراء بريطانيا عندما تزور الملكة إليزابيث في بالمورال.
ليز تراس.. الطفلة العنيدة
ولدت تراس في أكسفورد عام 1975، ويُوصف والدها، أستاذ الرياضيات، ووالدتها الممرضة، بأنهم "يساريان".
عندما كانت فتاة صغيرة، شاركت والدتها في مسيرات حملة نزع السلاح النووي، وهي منظمة تعارض بشدة قرار حكومة تاتشر بالسماح بتركيب رؤوس حربية نووية أمريكية في سلاح الجو الملكي البريطاني جرينهام كومون، غرب لندن.
انتقلت العائلة إلى بيزلي، غرب غلاسكو، عندما كانت تراس في الرابعة من عمرها.
وعلى الرغم من أنها تفخر بكونها من المحافظين في ليدز، فقد كانت ليبرالية اسكتلندية، في شبابها.
درست "تراس" في مدرسة "راوند هي" في ليدز، ثم انتقلت إلى دراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية ميرتون بجامعة أكسفورد.
وفي مقابلة مع "بي بي سي" قال شقيقها فرانسيس عام 2017، عندما كان يتذكر مداعبة أخته الكبرى في سن المراهقة: "إنها شخص عنيد للغاية في ما يتعلق بما تريد".
وأضاف: "عندما تذهب إلى مطعم، قد يكون عمرك 14 عامًا لكنها كانت متنبهة لما تريد وما لا تريده".
وتابع: عندما تلعب معنا في العائلة "كانت شخصًا يجب أن يفوز، هي قادرة على أن تنشئ نظامًا خاصًا لمعرفة كيف يمكنها الفوز"
Ahead of the results on Monday, thank you to the incredible #LizForLeader team and supporters for a fantastic campaign.#ReadyToDeliver pic.twitter.com/MMzHhTP3kr— Liz Truss (@trussliz) September 2, 2022
مناصب "تراس" السياسية والمهنية
دخلت ليز البرلمان عام 2010. وعُينت وكيلة وزارة الدولة البرلمانية للتعليم ورعاية الأطفال في سبتمبر 2012.
وشغلت منصب وزيرة الدولة للبيئة والأغذية والشؤون الريفية من يوليو 2014 حتى يوليو 2016.
وتولت ليز تراس منصب المستشار اللورد ووزيرة الدولة لشؤون العدل من يوليو 2016 حتى يونيو 2017، وشغلت منصب السكرتير الأول للخزانة من حزيران يونيو 2017 حتى يوليو 2019.
كما عملت خارج النطاق السياسي في منصب نائب مدير الإصلاح، وعملت أيضًا في صناعة الطاقة والاتصالات لمدة 10 سنوات كمديرة تجارية ومديرة للاقتصاد، وهي محاسب إداري مؤهل.
وعُينت وزيرة لشؤون المرأة والمساواة في 10 من سبتمبر 2019. وانتُخبت نائبة عن حزب المحافظين لجنوب غرب نورفولك في عام 2010.
وتولت تراس منصب وزيرة دولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في 15 من سبتمبر 2021
.
I am honoured to be elected Leader of the Conservative Party.
Thank you for putting your trust in me to lead and deliver for our great country.
I will take bold action to get all of us through these tough times, grow our economy, and unleash the United Kingdom’s potential. pic.twitter.com/xCGGTJzjqb— Liz Truss (@trussliz) September 5, 2022
على خطى "تاتشر"
ليز تراس صاحبة رحلة سياسية جيدة، قد لا تكون اسمًا مألوفًا، ولم تكن الخيار الأول لنواب حزب المحافظين لتكون بديلًا لسلفها بوريس جونسون، إلا أن وعدها بالعودة إلى القيم المحافظة الأساسية، نال انتباه آذان أعضاء الحزب، الذين حصلوا على الكلمة الأخيرة بشأن من يخلف جونسون.
والأهم من ذلك، أنها كانت كوزيرة للخارجية، موالية لجونسون حتى نهايته المريرة، وتخلي وزراء آخرون عنه، فكسبت تأييد الموالين لجونسون.
As Prime Minister, I will unleash Britain’s potential by going for growth and removing the obstacles holding our country back.
A growing economy is key to delivering for the British people and unlocking opportunity.
My piece in @Telegraph https://t.co/agfTaq78R5 pic.twitter.com/3AUkw6aqZ5— Liz Truss (@trussliz) September 4, 2022
يرى أنصار ليز تراس من حزب المحافظين الأساسيين فيها الصفات الثابتة والعنيدة والحازمة التي أعجبوا بها في مارجريت تاتشر، وهي صورة حاولت "تراس" نفسها ترسيخها.
لكن على الرغم من تغير مواقفها السياسية وولاءاتها على مر السنين، فإن هذه الكلمات تظهر أيضًا بشكل متكرر عندما يُطلب من الأصدقاء والعائلة وصف شخصيتها، إلى جانب "الطموح"
تراس: أنا لست "تاتشر"
كان قرارها بالتقاط صور في دبابة خلال زيارتها القوات البريطانية في إستونيا، محاولة لمحاكاة مارجريت تاتشر، التي اشتهرت بالتقاط صور لها على متن دبابة تشالنجر في عام 1986.
وأثار هذا أيضًا تكهنات بأنها كانت تقوم بمناورات قيادية.
وزادت الادعاءات بأنها كانت تحاول عن عمد تقمص شخصية تاتشر بشكل أكثر وضوحًا، عندما التقطت صورة في طوق أبيض من النوع الذي تفضّله السيدة الحديدية.
اللافت أن "تراس" ترفض انتقادها بشأن محاكاة تاتشر قائلة بنبرة نسوية: "إنه أمر محبط للغاية أن تقارن السياسيات دائمًا بمارجريت تاتشر، بينما لا يقارن السياسيون الذكور بتيد هيث."
معركة تراس وماكرون
كانت آخر معارك "تراس" السياسية، هجومها على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما كانت تتولى منصب وزيرة الخارجية، إذ هاجمته واتهمته بالمخاطرة بتدهور العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، بعد أن قالت خلال حدث انتخابي عن العلاقة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنها "لم تتقرر بعد".
وقالت تروس لأعضاء حزب المحافظين في اجتماع قيادي بنورويتش، إنها لم تقرر بعد ما إذا كان الرئيس الفرنسي "صديقًا أم عدوًا"، على خلفية عدد من الملفات من بينها عبور قوارب المهاجرين القناة الانجليزية، وفوضى السفر حول دوفر التي ألقت تروس باللوم فيها على نقص الموظفين من جانب السلطات الفرنسية.
شهادة بوريس جونسون عن "تراس"
عقب الإعلان غن فوز ليز تراس برئاسة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء البريطانية، أدلى رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته بوريس جونسون بشهادة عن خليفته، قائلًا إن لديها الخطة الصحيحة.
وأضاف عبر تغريدة على "تويتر": أعلم أن لديها الخطة الصحيحة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وتوحيد حزبنا ومواصلة العمل العظيم لتوحيد بلدنا ورفع مستواه. الآن هو الوقت المناسب لجميع المحافظين لدعمها بنسبة 100%.