تساءل موقع «بروجيكت سينديكيت» عما إذا كان اندلاع حرب نووية بات مسألة حتمية.
وبحسب مقال لـ «جوزيف ني»، الأستاذ بجامعة «هارفارد»، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد الجدل مرة أخرى بخصوص الأسلحة النووية.
الردع النووي
تابع الكاتب: في العام الماضي، عندما دخلت معاهدة الأمم المتحدة لحظر مثل هذه الأسلحة حيز التنفيذ، لم تكن الدول الـ 9 الحائزة للأسلحة النووية في العالم من بين الموقعين البالغ عددهم 86، وتساءل: كيف يمكن لهذه الدول أن تبرر امتلاك أسلحة تعرض البشرية كلها للخطر؟
وأشار إلى أن هذا سؤال وثيق الصلة بالموضوع، لكن يجب النظر إليه إلى جانب سؤال آخر وهو: إذا وقعت الولايات المتحدة على المعاهدة ودمرت ترسانتها الخاصة، فهل ستظل قادرة على ردع المزيد من العدوان الروسي في أوروبا؟
وأردف: إذا كانت الإجابة لا، يجب على المرء أيضا أن يفكر فيما إذا كانت الحرب النووية حتمية.
ومضى يقول: أثناء أزمة الصواريخ الكوبية، قدر الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي أن احتمالية نشوب حرب نووية تتراوح بين 33% و50% لكن هذا لم يكن يعني بالضرورة حربا نووية غير محدودة.
وأضاف: يستند الردع النووي إلى مفارقة قابلية الاستخدام، إذا كانت الأسلحة غير صالحة للاستعمال على الإطلاق، فإنها لا تردع.
شروط الحرب العادلة
الكاتب لفت إلى أن الحرب العادلة تقتضي 3 شروط: سبب عادل ومتناسب، وحدود على الوسائل، واعتبار حكيم لجميع العواقب.
وأردف: من حيث الدوافع، يجب أن نفهم أن الدفاع عن النفس هو سبب عادل ولكنه محدود.
وتابع جوزيف ني: بالنسبة للوسائل، يجب ألا نتعامل أبدًا مع الأسلحة النووية على أنها عادية، ويجب أن نقلل الضرر الذي يلحق بالأبرياء.
واستطرد: فيما يتعلق بالعواقب، علينا تقليل مخاطر الحرب النووية على المدى القريب تقليل اعتمادنا على الأسلحة النووية بمرور الوقت.
وأشار إلى أن حرب أوكرانيا تذكر بأنه لا توجد طريقة لتجنب عدم اليقين والمخاطر.
ونقل عن ريتشارد جاروين، مصمم القنبلة الهيدروجينية الأولى، قوله: إذا كانت احتمالية نشوب حرب نووية هذا العام 1%، وإذا تمكنا كل عام من تقليلها إلى 80% فقط مما كانت عليه في العام السابق، فإن الاحتمال التراكمي لحدوثها في جميع الأوقات 5%.
ولفت الكاتب إلى أنه مع هذا الاحتمال يمكن أن نعيش حياة أخلاقية.
