سلطت صحيفة «فينانشال تايمز» البريطانية الضوء على التحديات الضخمة التي تنتظر رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تروس.
وبحسب مقال لـ «ستيفن بوش»، فإن فوز تروس برئاسة وزراء بريطانيا لم يكن مفاجئا لأحد.
معركة طويلة من أجل القيادة
أشار الكاتب إلى أن تروس خاضت المعركة على قيادة حزب المحافظين فترة أطول بكثير من الأسابيع الـ 8 السابقة التي استغرقتها الحملة الانتخابية الأخيرة.
ومضى يقول: بعد الانتخابات العامة لعام 2017، لم تتمكن رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي الضعيفة إزاحة تروس من مجلس الوزراء، لكنها خفضت منصبها إلى السكرتير الأول للخزانة.
وأوضح أن تروس كانت متشككة في الاتحاد الأوروبي، لكنها دعمت بقاء بلادها فيه من منطلق الولاء لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون.
وأشار إلى أن تروس استغلت عملها كسكرتير أول للخزانة لنشر سمعتها بين المحافظين والنواب بصفتها يمينية لا تخجل من ذلك.
وتابع: سيطرت بشكل شخصي على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت تشكيل صورتها بوعي.
ولفت إلى أنها كانت أول وزيرة بمجلس الوزراء تدعم بوريس جونسون للقيادة في عام 2019.
ونوه بأنها حصلت على مكافأتها بتعيينها كوزيرة للتجارة الدولية، ما سمح لها بالابتعاد عن الجدل المحلي.
مزايا وتحديات
أوضح الكاتب أن تروس ظهرت كمرشحة لليمين لأن منافسها ريشي سوناك، الذي يبدو في كثير من النواحي يميني لا تشوبه شائبة، جعل نفسه غير مقبول لهذا الجناح من الحزب بسبب ميزانياته التي اعتمدت على رفع الضرائب.
ولفت إلى أهم الأصول الكبيرة لتروس هو أنها تعرف ما تفكر فيه، ولديها إحساس واضح وواثق بما تريد القيام به، وأثبتت باستمرار أنها قادرة على القيام بلعبة السياسة المحافظة.
ونبه إلى أن مشكلتها الخارجية هي حجم الأزمات التي تواجه المملكة المتحدة، ويمكن أن تحطم أي رئيس وزراء.
وتابع: تعاني تروس أيضا من مشكلة داخلية كبيرة، في حين أن أغلبية الحكومة كبيرة مقارنة بالأغلبية الصغيرة أو غير الموجودة التي كان يتعين على كاميرون وماي التعامل معها، إلا أنها ليست كبيرة من الناحية التاريخية.
وأشار إلى أنها نفس الأغلبية التي كانت لدى رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، التي دفعته للتراجع عن جوانب من أجندته لإصلاح القطاع العام.