انطلق مهرجان البندقية السينمائي في نسخته الـ79، مستهلا دورة قوية تبشر بجيل جديد من نجوم صناعة الفن السابع.
ويتنافس 23 فيلما على جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم، التي تُمنح في العاشر من سبتمبر الحالي، في ختام المهرجان الأقدم بين أخواته الكبار مهرجان كان الفرنسي وبرلين الألماني وتورنتو الكندي وحفلي جوائز البافتا البريطاني والأوسكار الأمريكي.
كما يمنح المهرجان جائزة كأس فولبي التي تذهب لأفضل ممثل وممثلة في الأفلام المعروضة المسابقة الرسمية.
نشأة مهرجان البندقية
ترجع شهرة المهرجان إلى ميزته التاريخية؛ فهو الأقدم في أوروبا وتقريبا في العالم، وكانت مدينة البندقية الإيطالية مكان أول احتفال بفن السينما في العالم على الإطلاق عام 1932م.
كان الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني من عشاق مشاهدة الأفلام، ومن أوائل من قدروا أهمية وإمكانات الدعاية الإعلامية عن طريق السينما.
“Una Leonessa che vola attraverso la storia con energia e leggerezza” per celebrare i 90 anni della Mostra: firmata da #LorenzoMattotti, l’immagine del manifesto della #BiennaleCinema2022 #Venezia79 è un “simbolo di speranza”.
Leggi di più https://t.co/R7Jj03Jxif pic.twitter.com/H3f3g9Lbrm— La Biennale di Venezia (@la_Biennale) July 24, 2022
ويشار إلى أن المهرجان نجح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا ومقتل موسوليني، في التخلص من جذوره المرتبطة بالديكتاتور المعدوم وفتح أبوابه للسينما العالمية دون انحيازات سياسية.
وتمنح الجائزة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الأسد الذهبي، من قبل لجنة تحكيم يتم تعيينها كل عام وتعتبر واحدة من أرقى الجوائز السينمائية مثل السعفة الذهبية في مهرجان كان وجائزة الدب الذهبي في برلين.
وتقام خلال المهرجان العديد من الفاعليات والحفلات في البندقية، كل ليلة، تتنوع بين المقابلات واللقاءات مع صانعي الأفلام والممثلين، وتبقى الأماكن مفتوحة طوال الليل والحفلات في القصور الجميلة والحدائق.
فتصبح مدينة البندقية خلال أيام المهرجان الوجهة المثالية لأولئك الذين يحبون السينما والحياة الليلية.
الدورة الحالية من مهرجان البندقية
أكثر الأعمال المنتظرة خلال الدورة الحالية فيلم شقراء أو "بلوند" عن سيرة الممثلة الأمريكية مارلين مونرو، والمستوحى من رواية لجويس كارول أوتس ومن بطولة الممثلة آنّا دي أرماس "فتاة جيمس بوند" السابقة.
ويُعرض الفيلم الذي يعمل عليه صناعه منذ حوالى 10 سنوات، قبيل الذكرى السنوية الستين لوفاة أحد أشهر الوجوه الهوليوودية.
وأدرجت إدارة المهرجان 4 أفلام من نتفليكس Netflix، بما في ذلك فيلم الافتتاح وايت نويز White Noise، المقتبس عن رواية ومن بطولة آدم درايفر وجريتا جيرويج.
ومن ضمن المتنافسين على جائزة الأسد الذهبي لهذا العام فيلم أليخاندرو جي إناريتو الملحمي المكسيكي "باردو"، وفيلم "Blonde" وهي السيرة الذاتية لمارلين مونرو للمخرج أندرو دومينيك، والذي يظهر فيه النجمة الكوبية آنا دي أرماس؛ والدراما الفرنسية المنتظرة "أثينا" للمخرج رومان جافراس. ومن الواضح أن إدارة المهرجان رأت منذ وقت مبكر أن Netflix هو المستقبل.
وتتمتع تشكيلة أفلام عام 2022 بالتنوع لجذب الجماهير المستقلة، بما في ذلك فيلم The Whale لدارين أرونوفسكي مع بريندان فريزر، وبمشاركة الممثلة جوانا هوج تيلدا سوينتون في فيلم "الابنة الخالدة"، وفيلم "The Son" للمخرج فلوريان زيلر، وفيلم جديد للمخرج الأمريكي تود فيلد (Little Children In the Bedroom) بطولة النجمة كيت بلانشيت.
السياحة في البندقية (فينيسيا)
تحتفظ البندقية ببعض من سحر العالم القديم، ويصل كبار الفنانين والشخصيات الشهيرة على القوارب، ويتنقلون للرسو خلف "سلا جراند" مقر إقامة المهرجان، أو فندق اكسليسيور العريق.
وتتمتع فينيسيا أو البندقية بطابع مميز بمزجها التراثية مع إيقاع المدينة الحديثة، ويسافر إليها النقاد وعشاق الأفلام لمشاهدة العروض منتقلين بين أماكن العرض عبر "فابوريتوس" أو الأوتوبيس النهري الشهير.
#BiennaleCinema2022 #OutOfCompetition @Harry_Styles, @Florence_Pugh, @gemma_chan and #ChrisPine, stars of @dontworrydarlin by @oliviawilde, acclaimed by the fans on #Venezia79 Red Carpet. pic.twitter.com/OETIf7Qj2K— La Biennale di Venezia (@la_Biennale) September 5, 2022
والمحظوظون فقط من يعثرون على مكان للإقامة في فندق في منطقة ليدو بالجزيرة حيث يقام المهرجان، كما يمكنك المشي إلى المسارح، أو ركوب الدراجة.
علاوة على ذلك تمثل الأفلام أعمالا تجارية بمليارات الدولارات، وتمثل الكثير من مهرجانات الأفلام الدولية فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة، ونقطة انطلاق لمشوار المنافسة على أوسكار لأحد الأفلام أو كحدث ترويجي لشباك التذاكر في المستقبل.
مهرجان البندقية وهوليوود
على غرار مهرجان كان الذي شهد استضافة أعمال أمريكية جماهيرية كفيلم "توب جن" لتوم كروز يتجه مهرجان البندقية لاحتضان المزيد من أعمال هوليوود التجارية.
وبحسب نقاد يعرف منتجو هوليوود أن مهرجان البندقية يدقق في القيمة الفنية للأفلام المشاركة، فيعرضون خلاله الأفلام التي يريدون لها المنافسة بجدة على الأوسكار.
وتحت إشراف المدير الفني طويل الأمد للمهرجان ألبرتو باربيرا، أظهر مهرجان البندقية أنه يعرف كيفية اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار.
وفي السابق، فازت أفلام "Nomadland" للمخرج كلوي زهاو، و"The Shape of Water" للمخرج يرمو ديل تورو و "Spotlight" للمخرج توم مكارثي و"Birdman" لأليخاندرو جي بجوائز الأوسكار، وكلها عرضت لأول مرة في مهرجان البندقية.
مشاركة سعودية في مهرجان البندقية
تشارك هيئة الأفلام في الدورة الحالية من مهرجان البندقية، بهدف تعزيز وجودها في المحافل الدولية وتكثيف علاقتها بصناع الأفلام في العالم عبر الجلسات الحوارية واللقاءات.
وتقدم العيئة في المهرجان ورش عمل لعرض مزايا برنامج الحوافز على صناع الأفلام والمنتجين السينمائيين الدوليين.
وتتضمن المشاركة إلقاء الضوء على صناعة الأفلام في المملكة والتجارب الناجحة فيها، ودعم المواهب السعودية من خلال تعزيز حضورها في المنصات السينمائية الكبرى.