@SaudAlgosaibi
بعد شهرين سوف تُقام فعاليات كأس العالم لكرة القدم، والتي استضافتها الدوحة، وبَنت عليها آمالها وتطلعاتها. ورغم صِغَر الدوحة كمدينة لإقامة هذه الفعالية الضخمة التي يرتادها الآلاف غير المشاهدة التليفزيونية المليونية، استطاعت كسب الجولة من الفيفا، وباستئجار لاعبي كرة قدم ليمثلوها في المباريات، وبتعهدات مالية ضخمة.
ولستُ ضد قطر، ولستُ ممن يتابعون كرة القدم، إلا أنني ذهبت للدوحة لمعرفة الفرص للتجارة فيها، وزُرت من خلالها أغلب أسواقها ومجمعاتها التجارية، وحتى السوبر ماركت والبقالات فيها ومتاحفها، وسأضع لكم هنا مشاهداتي وانطباعاتي عن تلك الزيارة.
الطريق لقطر غريب نسبيًّا، فلا إرشادات واضحة بالطريق، ويُفترض إلمام المسافر بالإجراءات عبر المنفذ.
ومنذ الوصول إلى نقطة الجوازات يطلبون منك البصمة دون تحية أو حتى بسمة، ويظهرون الجهاز، ويكررون السؤال بصمة.. بصمة.. حتى تفهم الغرض بعد كلمة تعال هنا، فنتزل من سيارتك لتبصم بالشباك وتعود إليها مُعطِّلًا سير المراكب. وإن كان أجنبيًّا يضطر للنزول هو الآخر بعد تلك النقطة ليبصم من خلال مكتب لا تعلم أين تجده بأسباب إغلاق الطريق لأعمال إنشاءات، دون إرشاد أو لوحة.
ومن المشاهدات على اليمين من نقطة الجوازات، ساحة ضخمة للسيارات أو الحافلات، ظنناها نقطة تُعدّ لأغراض الشحن، وربما هي ما كان يتحدثون عنه من مواقف عامة، وباصات مجهزة للنقل لملاعب كأس العالم.
تبدأ قطر بشارع جميل يتجه للدوحة، وهي مدينتها الوحيدة. عندما تدخلها تقابلك بداية مبانٍ أشبه بالقصور على يسار ويمين الطريق، بعضها اتخذ طابعًا تراثيًّا فيما بدا أنه محاكاة لبعض أجزاء من ملامح مبانٍ قديمة، إلى أن تدخل إلى المدينة فتشاهد مباني معقولة الارتفاع، لكن ليست هي كما المناظر الجمالية. ثم تذهب إلى وجهتك، حيث النزل من الفنادق العديدة. ليس هناك شيء يُذكر في تلك النواحي من الدوحة سوى من «سوق واقف»، الذي هو عبارة عن محاكاة لقرية تراثية بُني أغلبه أو رُمِّم؛ ليحاكي شيئًا قديمًا من غير دقة.
عندما تصل لسوق واقف لا تجد لوحات إرشادية سوى عن يمينك من ساحة كبيرة مفتوحة (براحة) غير منظمة، ومليئة بالسيارات. وعندما تجد موقفًا إن وجدت، وتعبر الشارع للسوق أيضًا لا تجد طريق مشاة، وأنت وحظك.
سوق واقف مما وجدناه هو سوق كبير مفتوح للبضائع الآسيوية قليلة الجودة، وبه بعض المطاعم. مرتادوه مما شاهدنا آسيويون من القارة الهندية والفلبين.
في السوق بعض المتاجر التراثية، وبها باعة قطريون جلوس، يخدمهم عمالة لكن دون كياسة تُذكر.
في السوق وجدنا ما هو أشبه بحارة لبيع الطيور بمختلف أنواعها. انطباعنا عن سوق واقف أنه ليس مكانًا للسياح أو مخصصًا له، إنما سوق آسيوي خُصِّص لهم. وتوقعنا استعدادًا لكأس العالم، ومشاهدة لوحات باللغات المختلفة أو تنظيمًا أو حتى شبه تنظيم للسير، ومحلات لبيع التذكارات.
كانت هناك بساحة السوق خيمة كبيرة لمهرجان تمور، وكانت مفاجأتنا أن طلبوا شيئًا منا للدخول، هو أشبه بما كان مطلوبًا منا في "توكلنا" زمن "الكورونا" لدخول تلك الخيمة، بالإضافة إلى أنه يُمنع الدخول للأفراد. ويقف على مدخل تلك الخيمة حارس أمن أفريقي يبدو أنه من دولة غانا أو ما جاورها، وهو مَن ينظّم الدخول.
وفي عودتنا للسيارة بالمواقف، وجدنا أن مسار التفاف للمواقف أغلق من إحدى السيارات، بجعله موقفًا، وانتظرنا لما يزيد على الساعة محاولين الخروج من تلك المواقف.
وفي انتظارنا لفتح مجال، رأينا من بُعد متجر صرافة من الجهة المقابلة للمواقف، وقررنا صرف بعض عُملتهم لاستخدامها إلا أنهم ولمفاجأتنا طلبوا جوازاتنا كهوية لصرف ما يوازي ألف ريال، بالإضافة لطلب كمامات للدخول. وذكر لنا حينها أنه مسموح استعمال "توكلنا" كبديل لما هو موجود عندهم، والمعضلة بالطبع أنه يلزمك إنترنت محلي لفتح التطبيق.. عُدنا أدراجنا للفندق، حيث كان عشاؤنا إلا أن انطباع اليوم الأول للزيارة لم يكن جيدًا.
كملخص من الزيارة في يومها الأول، بدت لي قطر أنها غير جاهزة للسياحة أو استقبال الوفود لكأس العالم لكرة القدم، كما هو انطباعي. وعلى أية حال، لعلي في الأسابيع القادمة أسرد باقي مشاهداتي من الزيارة.