أكد موقع «بروجيكت سينديكيت» إن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في تغييرات جذرية في السياسة الألمانية.
وبحسب مقال لـ «هيلموت ك.أنهير»، فإن الحكومة الحالية بقيادة أولاف شولتز أثببت براعة مدهشة في إدارة الوضع الحافل بالأزمات.
صدمة عميقة
وأشار الكاتب إلى أن البلاد لا تعاني من نقص في الأزمات، من التهديد الأمني الروسي وعدم الاستقرار السياسي بين الحلفاء الغربيين إلى التراجع الديمقراطي والأزمة الاقتصادية، التي تلوح في الأفق داخل الاتحاد الأوروبي.
وتابع: "مضى الآن أكثر من 6 أشهر منذ أن وقف المستشار الألماني أولاف شولتز أمام جلسة خاصة للبوندستاغ للتصدي للهجوم الروسي غير المبرر على أوكرانيا".
ولفت إلى خطاب شولتز كان بمثابة نقطة تحول تاريخية في لحظة صدمة عميقة بألمانيا.
وتابع: كانت البلاد تشهد انهيارًا تامًا للمبادئ الاستراتيجية التي تعود إلى أواخر الستينيات، والتي عرفت باسم سياسة الشرق الجديدة التي كانت فرضيتها المركزية التغيير من خلال التجارة.
وأضاف: بعد عام 1989، أصبحت التحولات السياسية السلمية في العديد من بلدان أوروبا الوسطى والشرقية هي المعيار المتوقع لكيفية عمل العالم.
الدفاع عن النظام الليبرالي الدولي
وأردف الكاتب: "لكن الحرب العدوانية التي شنها بوتين حطمت هذه الافتراضات، ما دفع شولتز إلى الإعلان عن بعض أكثر الانتكاسات جذرية في تاريخ ألمانيا بعد الحرب".
وأضاف: من بين أمور أخرى، ستستثمر حكومته أكثر بكثير في القوات المسلحة الألمانية، من خلال صندوق خاص جديد بقيمة 100 مليار يورو لهذا الغرض.
ونبه إلى أن الحكومة قدمت الدعم العسكري للجيش الأوكراني، وضغطت من أجل نظام عقوبات مشترك من الاتحاد الأوروبي ضد روسيا.
واستطرد بقوله: "باختصار، ألزم شولتز ألمانيا بدور أكثر نشاطًا في الدفاع عن النظام الدولي الليبرالي".
وأوضح الكاتب أن أهم الإنجازات، انتصار حكومته في معركة الروايات ضد المدافعين عن الرئيس الروسي، وهي كتلة هائلة عابرة للطيف السياسي الألماني.
وأردف: على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم، كان هناك القليل جدًا من الإضرابات الصناعية وقليل من المظاهرات التي تتحدى سياسات الحكومة.
وتابع: مع ذلك، في حين أن الحكومة تمكنت من صياغة إجماع سياسي حول القضايا الرئيسية، لكنها فشلت في تحقيق ذلك على جبهات عديدة، بسبب المشاكل الموروثة، وعدم الكفاءة، وفي بعض الحالات، الانتهازية السياسية.
