بدأ الدوري وكأن سابقه لم ينته بعد، فما زال الهلال في قمته، والاتحاد ينوي مطاردته، والشباب يبدأ قوياً كعادته، بينما النصر تحتار دوماً في مركزه، أما الأهلي فهو أكبر الغائبين، والذي رحل وترك البحر للاتحاديين، ليصارع أمواج الدرجة الأولى بمفرده، دون كبيرٍ أو عضيد، إلا ببدايةٍ كانت بسواعد بعض رجاله، الذين رموه هناك ورحلوا، لتبدأ مرحلة جديدة، بوجوهٍ جديدة، بنوايا كتاباتٍ ونهاياتٍ سعيدة، أقصى طموحهم فيها عودة لدوري الكبار، الذي غادروه بدموع المدرجات، التي لم تسلم من الآهات، بل وصلت ببعضهم للوفيات، فرحم الله من مات، وأعان من لا يزال يتنفس حب الأهلي وعشقه، أياً كانت ظروف الحياة.
بدأ الدوري وسقط حكم بأرض الملعب إجهاداً وتعباً وإعياءً، ونحن لم نقل بسم الله، والله أكبر بعد، فهل كان الاستعداد قوياً من لجنتهم لدورينا الشاق أم أن الحال زاد سوءًا عن سابقه؟ فالوضع لم يعد يحتمل مزيداً من هفوات الحكام التي تصل بهم غالباً للأخطاء، في ظل وفرة تقنية بجميع ملاعبنا، عجزت عنها بطولات القارة.
وبما أننا دولة الإسلام والعدل في الأحكام، وفي أرضنا مهد الحضارات وتقدم الشعوب، فلم لا نكون نحن من يصدّر الحكام في أرجاء المعمورة نشراً للعدالة والسلام، بصافرة سعودية يجب احترام اسم حاملها ومسماه، المرتبط أصلاً وفصلاً بدولةٍ عظمى تنحني هامات الدول عندما يحاولون عبثاً مقارنتهم بنا.
أما الإخراج التلفزيوني فهو الركن الذي يتجنب الكثير التعرض لنقده ظناً أنه الحلقة التي يمكن تجاوز الخطأ فيها، بينما على العكس تماماً فهو الواجهة الحقيقية لما تعكسه رياضة البلد عن أطهر بلد، وحركة المخرج واختياراته قد تقدم صورة نموذجية تستحقها المباريات التي يتابعها الملايين من خارج البلاد، وعليه فإن اختيار المخرجين القادرين على الإبداع ضرورة فائقة تحتاج العناية والاهتمام من ذوي الشأن، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم وكذلك وزارة الإعلام أن يجدوا خطوطاً تتقاطع بهم عند مصلحة البلد ليظهروه بالشكل اللائق ولو عن طريق عدسة مخرجٍ حاذق.
أما المعلقون فهمستي إليهم أن يعلقوا على المباريات بأصواتهم التي جبلوا عليها، وأن لا يكون لهم وقفات متعمدة بحثاً عن لقطة (يوتيوبية) واسعة الانتشار، فكل المقاطع التي انتشرت وما زالت تتمدد في وسائل التواصل هي نتاج تعليق عفوي يخرج من قلب المايك وليس من وراء الحناجر المتعصبة، كما ألفت عناية بعض كبارهم الذين نكن لهم كل احترام وتقدير، أنهم بدأوا مرحلة (السوالف) من خلف الشاشات، طيلة المباراة دون أن نعرف اسم اللاعب الذي سلم الكرة واستلمها، على طريقة (يوسف سيف) بعد أن بلغ به العمر عتيًّا، ونسي تعليقه الذي كانت تنصت له آذاننا قبل أن تستمع له لإبداعات وصفه.
ختاماً على كل الجهات الرياضية وغيرها من ذات العلاقة برياضتنا أن تتضافر جهودها دون أن تتوقف للحظة كلل أو ملل بمنتصف الطريق، فنحن أمام دولة ذات رؤية حقيقية، يستحق العالم أن يرى كامل تفاصيلها.
توقيعي
اللقاءات التي تأتي دون مواعيد، تعجز لحظاتها عن (التوقف) عند محطات الوداع..