سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الضوء على محنة العراقيين الذين يفرون مهاجرين من جنوب البلاد الريفي الجاف إلى المراكز الحضرية.
وأشار تقرير للصحيفة إلى أن المدن الأكثر سخونة وازدحامًا لا توفر الملاذ لهم.
نقطة انهيار
مضى التقرير يقول: عندما تجف الأرض، يحاول المزارعون والصيادون البقاء، ثم واحدًا تلو الآخر، وصلوا إلى نقطة الانهيار.
وأضاف: تبدأ الهجرة ببطء، ولكن سرعان ما تتضخم الهجرة الجماعية إلى البلدات والمدن، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد التوترات كذلك.
وأردف: تصف الأمم المتحدة العراق بأنه خامس دولة معرضة لتغير المناخ.
وأشار إلى أن درجات الحرارة زادت بمقدار 1.8 درجة مئوية في 3 عقود، وهي زيادة أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وفي الصيف يصل الزئبق الآن بانتظام إلى 50 درجة مئوية.
وتابع: تعمل الحرارة على حرق المحاصيل وتجفيف المستنقعات، نظرًا لأن السدود في المنبع في تركيا وإيران تضعف تدفقات نهري دجلة والفرات، ويزحف المد المالح شمالًا من الخليج العربي، ما يسمم الأرض ويقضي على الوظائف التي خلقتها ذات يوم.
واستطرد: في العراق، وخاصة في الجنوب، يجبر المناخ المتغير العائلات على بيع ماشيتهم وحزم أمتعتهم للمراكز الحضرية مثل البصرة، أكبر مدينة في المنطقة، بحثًا عن وظائف وخدمات أفضل.
غياب الاستعداد
أشار التقرير إلى أنه مع تحول مدن مثل البصرة، الأكثر سخونة وازدحامًا إلى عالم يزداد احترارًا، فإن الافتقار إلى الاستعداد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الاستياء الذي يزعج النسيج الاجتماعي بالفعل.
وتابع: إن عقودًا من العقوبات والحرب الأمريكية، جنبًا إلى جنب مع ثقل الفساد والإهمال، جعلت البنية التحتية في البصرة غير قادرة على توفير الدعم الكافي لمليوني شخص في المدينة بالفعل، ناهيك عن المد المتزايد للوافدين الجدد.
وأردف: يعمل النفط على تعزيز الاقتصاد العراقي، وتقع البصرة في قلب المكان الذي يتم فيه إنتاج معظمه، ولكن يبدو أن القليل من هذه الأموال يتدفق إلى سكانها.
ولفت إلى أن أجزاء من المدينة تفتقر إلى إنارة الشوارع أو الطرق المعبدة.
وأضاف: في عام 2018، كانت إمدادات المياه ملوثة لدرجة أنها أصبحت سامة.
وأشار إلى أنه بالنسبة للمقيمين منذ فترة طويلة في المدن المتضخمة، غالبًا ما يمثل الوافدون الجدد ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية المتعثرة بالفعل.