قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن المعركة المريرة بين الرئيس السابق دونالد ترامب والحاليّ جو بايدن تعيد تعريف انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وبحسب تحليل لـ«ستيفن كولينسون»، فإن قيام رئيس سابق مهزوم بلعب دور البطولة في أول انتخابات تجديد نصفي منذ أن فقد السلطة، يمثل أمرًا غير عادي.
ترامب ينتقم
وبحسب الكاتب فإن قرار ترامب باستخدام انتخابات 2022 كمرحلة للانتقام من هزيمته عام 2020 واستراتيجية الرئيس جو بايدن بجعل الرجل الذي هزمه محور تركيز حملة الديمقراطيين، يزعزع الحكمة التقليدية حول التصويت النقدي في نوفمبر.
وأردف: عاد الرئيس السابق إلى مركز الصدارة، مدعوما بجهوده الملتهبة لتحويل الانتخابات إلى ساحة لإثبات ادعاءاته بأن انتخابات 2020 قد سُرقت.
ولفت إلى أن التاريخ قد يسجل هزيمة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي رغم أنهم حزب رئيس في ولايته الأولى.
وتابع: حطم ترامب التوقعات مرة أخرى وحوّل ما كان يجب أن يكون استفتاء على بايدن وأداء إدارته الاقتصادي إلى استفتاء على سياساته التي تغذيها المظالم.
سيطرة مذهلة
ويقول التحليل: بينما يتلاشى معظم الرؤساء الذين تولوا ولاية واحدة بسرعة من المشهد، لكن حتى «عار» التحريض على التمرد على نتائج الانتخابات لم ينه مسيرة ترامب السياسية.
ولفت إلى أن ذلك علامة على سيطرته المذهلة على القواعد الشعبية لحزبه، وقوة أكاذيبه حول الانتخابات الأخيرة، واحتضان الحزب الجمهوري لشعبوية تهدد الديمقراطية.
ومضى يقول: كان القادة الجمهوريون يأملون في الحفاظ على تركيز سهامهم على بايدن في قضايا ارتفاع تكلفة المعيشة إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاما، والمخاوف من ارتفاع الجريمة والتصورات بأن الأمة تسير في الاتجاه الخاطئ.
وأضاف: لكن سلوك ترامب يعيد إلى الأذهان السلوك غير المقيد الذي أضر بالجمهوريين في مجلس النواب في 2018 وساعد الديمقراطيين لاحقا على قلب مجلس الشيوخ.
مخاوف من تمرد جديد
ونوه بأن دعم ترامب للمرشحين غير المختبرين في سباق مجلس الشيوخ يهدد بتبديد ما كان ينبغي أن يكون طريقًا أسهل للوصول إلى الأغلبية، لأن الحزب الجمهوري يحتاج فقط إلى الحصول على مقعد واحد.
وتابع: ظهرت تعقيدات ترامب بشكل كامل خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما لعب دور البطولة في تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا ليلة السبت.
وأردف: كما استغل الرئيس السابق يوم الاثنين حكما إيجابيا في قضية قضائية تتعلق بتخزينه لمعلومات سرية في فلوريدا لإصدار طلب مستحيل دستوريًا لإلغاء نتائج انتخابات 2020 عبر منصته «سوشيال تروث».
وأضاف: دفعت تعليقات ترامب يوم السبت؛ أحد كبار المشرعين بلجنة مجلس النواب للتحقيق في 6 يناير 2021، إلى التحذير من أن خطاب الرئيس السابق قد يتسبب في عنف مماثل لما حدث في تمرد «الكابيتول».
