@HindAlahmed
كان إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله - عن التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار شرارة الانطلاق نحو المزيد من الجهود المبذولة؛ لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم، وقد أعلنت المملكة مؤخرًا عن برنامج جديد لتعزيز البحث والتطوير والابتكار، يهدف لرفد الناتج المحلي الإجمالي للدولة بـ60 مليار ريال سعودي بحلول عام 2040، وتهدف المملكة من خلاله إلى إعداد أفضل المواهب المحلية، واستقطاب المهارات الدولية، وتعزيز التعاون مع أكبر مراكز البحوث والشركات العالمية والخاصة والمؤسسات غير الربحية، مع التركيز بشكل متزايد على الشركات الناشئة.
فتنشيط قطاع التطوير والابتكار سيساهم بلا شك في توفير فرص العمل بالقطاعات العلمية والتقنية، ودفع عجلة التنمية لنصل لما هو مأمول وهو دعم قطاع التنمية وتنويع الاقتصاد الوطني، وإضافة 60 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040، إضافة إلى أهمية هذا القطاع في استحداث وظائف عالية القيمة في العلوم والتقنية والابتكار، والتي ينبغي أن تستند إلى أربع أولويات رئيسة تتمثل في صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل؛ مما يُعزز من تنافسية المملكة عالميًا وريادتها، ويتماشى مع توجهات رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانتها كأكبر اقتصاد في المنطقة من خلال التقدم في مجال التطوير والابتكار، ودعم هذا القطاع للتغلب على التحديات التي تواجه الإنسان على هذا الكوكب، على سبيل المثال دعم التطوير والابتكار في معالجة نقص المياه عبر إنتاج المياه المحلاة، والمملكة رائدة في تحلية المياه عالميًّا وكذلك في مسألة الأمن الغذائي والاحتباس الحراري، والتغيُّر المناخي والتحديات الوبائية والمرضية المزمنة، ثم إن البحث والتطوير والابتكار محرك من محركات النمو للاقتصاد العالمي، وليس الوطني فحسب، وأغلب السياسات العامة للدول يتم ربطها مع استثمارات البحوث والتطوير.
كما أن هناك نقطة في غاية الأهمية، وهي ضرورة إيجاد المساحة المخصّصة للتطوير والابتكار، وخلق مساحات للبحث والتطوير وبيئة حاضنة للابتكار، على مستوى المؤسسات المجتمعية والقطاع الخاص أيضًا، فالجميع يركز في الآونة الأخيرة على ريادة الأعمال والشركات الناشئة، لكن لا تركيز على أن تُبنى ريادة الأعمال على ابتكارات جديدة تخدم الاحتياجات المحلية والإقليمية وتوفّر حلولًا لمشاكل موجودة من خلال تطوير خدمات أو تصميم جديد لمنتجات متوافرة، ولا نريد أن نقول دائمًا إننا نريد أن نخترع، لكن مهم أن نجد حلولًا للاحتياجات المبنية على التحديات.