[email protected]
أزمتان أدتا بشكل جذري ومباشر إلى انخفاض تدفقات الاستثمار العالمي بطريقة ملحوظة، تتمحور الأولى في تفشي جائحة كورونا بدول الشرق والغرب دون استثناء، حيث عانت تلك الدول وما زالت تعاني الأمرّين من تبعات وآثار تلك الجائحة التي لم يتم السيطرة عليها واحتواؤها، رغم مختلف الإجراءات الوقائية والاحترازية، أما الأزمة الثانية التي لها علاقة جذرية هي الأخرى بانخفاض تلك التدفقات الاستثمارية العالمية فتتمحور في اندلاع ألسنة الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تناول الأزمتَين بالبحث الشامل والدقيق الدكتور علي حبيب بوخمسين في محاضرة قيّمة نظمت بمنتدى الخط الثقافي بمحافظة القطيف برعاية صاحبه الإعلامي المعروف فؤاد نصر الله، وقد عالج الدكتور بوخمسين في محاضرته تحت عنوان "مستجدات الاستثمار وتحديات المرحلة" أبعاد ما مرَّت به تدفقات الاستثمارات العالمية وأثر الأزمتين معًا على تلك السيولة التي عرقلت مجرياتها بأكثر من أسلوب وشكل، وما نجم بسببهما من خسائر اقتصادية فادحة على الدول والشركات والأفراد.
تلك الخسائر لا يمكن تجاهلها في ضوء المتغيّرات والمستجدات التي طرأت على أوجه الاستثمار بكل مسمياتها وأغراضها، والتي تزامنت مع ظهور الأزمتين رغم الجنوح إلى واقع افتراضي بديل تأثر هو الآخر بمخاطر شملت عدة قنوات استثمارية ليست خافية على مَن مارسها، وهو أمر يدفع للقول بصريح العبارة إن الجائحة وما تبعها بعد ذلك من صراعات سياسية دائرة بفعل نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ألحقتا ضررًا واضحًا على مسيرات الاقتصاد العالمي بشكل عام، وعلى الاستثمارات الدولية بشكل خاص، فقد تعرضت تلك المسيرات والاستثمارات لهزات ضخمة لا تخفى على أحد، فتداعياتها السلبية ألقت بظلالها على تدفقات تلك الاستثمارات، وألقت بظلالها أيضًا على القصور الراهن في سلاسل التوريد، بما يعني في مضامينه المطروحة أن التدفقات الاستثمارية قد انخفضت بنسب متفاوتة، رغم التركيز على عمليات الاستحواذ والاندماج، ورغم التنبؤ باستقطاب اقتصادي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في هياكل التجارة الدولية.