@ALAmoudiSheika
ما بين المشاعر والأخلاق تسكن مفاهيم العلاقات، وكأن المشاعر والأخلاق قوسان يحدان بداية العلاقات ونهايتها أو استمراريتها، المشاعر دوما هي اللبنات الأولى في أي علاقة، عميقة كانت أم طارئة، فأنت مثلا عندما تطلب خدمة معينة مشاعرك تجاه مقدم الخدمة التي بنيت بناء على طريقة استقباله وردوده ستعطيه تقييمك بالرضا والامتنان والتفهم العميق، حتى لو تعثرت أو تعذرت خدمتك، فمشاعرك التي كانت وليدة تصرفاته نبهت لديك مفاهيم كثيرة، كضبط النفس وتقبل الأمر بصدر رحب، وكلما زاد من أخلاقياته المهنية وشعورك بأنه متعاون يحاول جاهدا تيسير معاملتك زاد شعورك بالرضا، هذا ينطبق على المواقف التي نصادفها في حياتنا اليومية.
بالنسبة لعلاقاتنا الدائمة التي كان بداية توثيقها المشاعر تستمر مع أصالة الشعور تتعمق دون جهد كبير بحيث لو غاب عنك أصحابها لفترات وفقدت اتصالهم لأشهر بمجرد ملاقاتهم تشعر أنك بالأمس كنت معهم، فأصالة المشاعر تختصر الأيام وتطويها بتغافل، تلك المشاعر في رحلتها سايرت أخلاقيات كريمة فأصبحتا معنى واحدا لا يمكن فصلهما عن بعض تتجاوران في ظل علاقة تتوثق وتنمو وتثمر إلى ما شاء الله تتفيأ بالبركة وتدوم.
بعض تلك العلاقات تصاب بها المشاعر بعطب يجعل العلاقة لا تسير لا تتعمق، بل تتراجع حثيثا، تنفصل فيها الأخلاقيات عن المشاعر، فتكتب الأخلاقيات فيها السطور الأخيرة، بعضها سينهي ما بدأ راقيا برقي ينافسه، إن لم يكن يماثله، وبعضها سينهي ما بدأ بكثير من تشوهات فتنقلب جماليات العلاقة إلى بشاعة دميمة يسيطر فيها قبح بذيء حيث إفشاء الأسرار والنميمة والأكاذيب تقول في تلك العلاقات كلمتها الأخيرة.
* خاتمة
جميل أن تبدأ العلاقات بالمشاعر وتنتهي بالأخلاق.