قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعدًا لأزمة في العلاقات مع بكين.
وبحسب مقال لـ «ماكس ج. زنجلين»، كبير الاقتصاديين في معهد «مركاتور للدراسات الصينية»، عندما بدأت روسيا اجتياحها لأوكرانيا، لم تكن أوروبا مستعدة على الإطلاق.
العولمة والمخاطر الجيوسياسية
أشار الكاتب إلى أن اعتماد الأوروبيين على الطاقة الروسية تحول إلى سلاح اقتصادي في أيدي الرئيس فلاديمير بوتين.
وأضاف: إذا توترت العلاقات مع الصين، سيبدو ما حدث مع الغزو الروسي لأوكرانيا أشبه بألعاب الأطفال.
وتابع: يجب اعتبار الأحداث الأخيرة في مضيق تايوان تحذيرًا، من الضروري الاستعداد لمستقبل يسوده عدم اليقين، إذ يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة.
وأردف: لم تنته العولمة بعد، لكنها تدخل حقبة جديدة تتسم بالمخاطر الجيوسياسية. واستطرد: قبل أن تفسد هذه المخاطر الفوائد المربحة التي اعتبرناها على مدار الـ30 عامًا الماضية، يجب تحسين الأمن الاقتصادي لأوروبا.
وأضاف: لكي تكون أكثر استعدادًا، تحتاج أوروبا إلى تصعيد لعبتها قبل اندلاع أزمة جديدة.
اختبارات الإجهاد ضرورة
لفت الكاتب إلى أن الاستجابة للأزمة المالية العالمية 2007-2008 نموذج جيد في هذا الصدد.
وأردف: بعد الصدمة التي قوَّضت الثقة في الممارسات التجارية للمؤسسات المصرفية الحيوية، فرض المنظمون الماليون اختبارات الإجهاد للاستعداد بشكل أفضل للأزمة المقبلة.
وتابع: يجب تطبيق حل مماثل في التعامل مع الروابط الاقتصادية المعقدة مع الصين، إذ يمكن أن يساعد اختبار الإجهاد السنوي، الذي يفحص تعرّض الشركات لبكين، في التخفيف من التداعيات الاقتصادية، في حالة تدهور العلاقات.
وأوضح الكاتب في مقاله، أن التداعيات الحالية بينما تؤثر بشكل أساسي في إمدادات الطاقة في حالة روسيا، فإن كل جانب من جوانب الحياة الاقتصادية تقريبًا سيتأثر في أثناء الأزمة مع الصين.
ولفت إلى أن اقتصاد الاتحاد الأوروبي يرتبط بعمق مع بكين، إذ بلغت صادرات الكتلة إلى الصين 224 مليار يورو في عام 2021، ويبلغ رصيد استثمارات الكتلة في الجمهورية الشعبية نحو 400 مليار يورو.
وتابع: في حالة حدوث تصعيد كبير، سيقع كلاهما حتمًا في مرمى النيران السياسية.