"المشروع يغير مفهوم المدينة التقليدية إلى مستقبلية، مع مراعاة كل التفاصيل المصممة لتوفير أقصى رفاهية للبشر وحماية للطبيعة".
سلطت صحيفة "إيشا تايمز" الآسيوية الكبرى الضوء على التفرد الذي يتمتع به مشروع "ذا لاين" السعودي، مؤكداً أنه الفكرة الجديدة الكبيرة التي يحتاجها العالم الآن، بفضل المعمار المبتكر الذي يتمتع به، والطراز العمودي الضخم غير المسبوق في التصميم.
وقالت الصحيفة، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "الآن، ربما أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى حالمين كبار لديهم أفكار عظيمة، حتى يغيرون الأشياء، ويتحدون المعتقدات القديمة، من خلال الثورة المعمارية المفاجئة، وليس التطور البطيء".
وأضافت الصحيفة أن "ذا لاين" يشكل ثورة في الحياة الحضرية بقلب مدينة نيوم، وهي المشروع السعودي الذي بدأ في التبلور بالفعل شمال غرب البلاد.
قائد مستنير
ولفتت الصحيفة إلى أن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة نيوم، لديه فكر مستنير وكثير من القواسم المشتركة مع إيبينيزر هوارد، كاتب القرن التاسع عشر الإنجليزي العظيم، الذي تحول إلى إصلاحي اجتماعي وقاد ثورة معمارية.
وقام هوارد في عام 1898 بنشر كتاب "To-Morrow: A Peaceful Path to Real Repair"، وهو عبارة عن مخطط لمدينة الحدائق الفاضلة حيث يمكن للناس العيش والعمل بسعادة وانسجام جنبًا إلى جنب مع الطبيعة.
وكانت النتيجة تأسيس بلدة ليتشوورث، أول مدينة حدائق في العالم، والتي بدأ العمل فيها في عام 1903. وأصبحت مصدر إلهام ووجهة لمخططي المدن في جميع أنحاء العالم، وهي تزدهر حتى يومنا هذا في ريف هيرتفوردشاير، شمال لندن مباشرة.
الأولوية للبشر
كان لكل منزل في هذه المدينة حديقة ذات حجم لائق، وتقع كل منشأة ومكان عمل على مسافة قريبة، كما أن المساحات الخضراء المفتوحة والمناطق الصناعية المخصصة تضمن أن يعيش سكان ليتشوورث حياة أطول وأكثر صحة من أقرانهم في المدن الكبيرة.
وأضافت: "عندما يتحدث الأمير محمد عن ذا لاين، يكاد المرء يسمع صدى أفكار هوارد في كلماته".
ونقلت الصحيفة عن ولي العهد قوله: "بعد الثورة الصناعية، أعطت المدن الآلات والسيارات والمصانع الأولوية على الناس. لكن لماذا يجب أن نضحي بالطبيعة من أجل التنمية؟ لماذا يموت 7 ملايين شخص كل عام بسبب التلوث؟".
نواة التنويع
وتماشيًا مع مخطط رؤيته 2030 لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، ستطلق المملكة "ذا لاين" ليكون نواة تغيير مفهوم المدينة التقليدية إلى مستقبلية، مع كل التفاصيل المصممة لتوفير أقصى رفاهية للبشر وحماية للطبيعة".
ولم يتم تصور أي شيء مثل "ذا لاين" من قبل، حيث يبلغ عرضه 200 متر فقط، وارتفاعه 500 متر، وسيكون بمثابة بيئة حضرية ثورية، وهيكل ضخم يمتد شرقاً إلى الداخل من خليج العقبة لمسافة 170 كيلومترًا، وهو خط مستقيم تمامًا يقطع الصحراء الساحلية وسلاسل الجبال والوديان، كما سيكون مدعوم بالكامل بالطاقة المتجددة، ومصمم لإيواء 9 ملايين شخص بحلول عام 2045. ولن يكون كل واحد منهم على بعد أكثر من خمس دقائق سيرًا على الأقدام من كل ما يحتاجون إليه، وكله الوحدات موجودة في هيكل متعدد الطبقات - بما في ذلك الحدائق والمدارس والمنازل والمكاتب والمرافق الطبية والمسابح والمرافق الرياضية والمحلات التجارية والترفيهية، بحسب الصحيفة.
ومع مساحة صغيرة تبلغ 34 كيلومترًا مربعًا فقط -أي 2٪ فقط من أي مدينة تقليدية مماثلة الحجم- سيتم تقليل تأثير "ذا لاين" على البيئة الطبيعية بشكل أكبر من خلال واجهة عاكسة، مما يساعده على الاندماج بصريًا مع المناظر الطبيعية المحيطة، كما سيتنقل السكان على متن قطار فائق السرعة يقوم بالرحلة في غضون 20 دقيقة فقط.
واختتمت الصحيفة: "إن الحلم الكبير، ومشاركة هذا الحلم مع العالم، بحد ذاته كافٍ لبذر البذور، وإلهام الآخرين لمتابعة وتحقيق أحلامهم الخاصة من وحي هذا المشروع السعودي الرائد".
