في حياتنا اليومية بمختلف تقلباتها واتجاهاتها تظل مشاعرنا وانفعالاتنا وانطباعاتنا، وردات الفعل والقبول والرفض جزء من حياتنا اليومية، التي تحدث بشكل طبيعي من ضحك وتعاطف وحزن وفرح وتهكم كمنظومة تأخذ جدتها من خلال ما يحدث من مواقف تتشكل فيها مشاعرك، لكن الأهم هو ضبط المشاعر والسيطرة على الانفعالات بحيث ألا تتجاوز وتؤثر على استقرارك النفسي.
كثير منا حينما يبحر في العلاقات الاجتماعية والإنسانية وفي بيئات العمل وحتى في الأسواق والشوارع يجد اختلافاً واضحاً من خلال شخصيات منوعة في القبول ومتنوعة في التصرف، فتجد خلافا بسبب كلمة أو طرح رأي أو تسجيل موقف، وفي المقابل تجد صراعاً وصل إلى التشابك بالأيدي والتلفظ بكلمات سامة أو وصول إلى عداء يستمر سنوات وسنوات.
ماذا عن ضبط مشاعرك؟
يوشوش البعض لمَن يحبهم أو يذكر ذلك عن بعض الأشخاص بأنه لا يحتمل ولا يتحمل ويقول ما لا يقال ويتصرف بتصرفات بعيدة عن شخصيته ومكانته وقيمته حتى يقال عنه حينما يُرى منه ذلك ليته سكت!
الضبط هو القدرة باقتدار على التوازن في مشاعرك والعمل على اتزانها بكل اقتدار ونجاح، ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم غير حصاد ألسنتهم.
إن إدارة مشاعرك الذاتية وعمل جدار حماية لها هي القدرة على أن تتقبل المشاعر المختلفة والكلمات المزعجة أنت مسؤول عن نفسك ولست مخولاً بضبط غيرك، فلا يسحبك إلى دائرة الانفعال والتجاوز، بل طل بهدوء حتى تقود مشاعرك بدلاً من أن تقودك وحتى لا تدفع ضريبة ذلك الانصياع الذي تدفع ثمنه وقيمته من حياتك الصحية وعلاقاتك الاجتماعية، فتصبح في خلاف دائم وصد عنك متكرر.
كن هادئاً، الهدوء قوة وقدرة وتحكم يساعدك في السيطرة والتحكم تجاه جميع ما يحدث من انفعالات.
إن انفعالات اللحظة تدفعك وتدفعك نتائج سلبية تخسر من خلالها الكثير.
والعمل إدارة مشاعرك بطريقة سليمة هي جزء من المهارات الحياتية، التي تساعدك على الحماية والمقاومة والاستقرار وضمان كل ما يحدث وإبقائه تحت السيطرة يساعدك على توازنك الصحي والنفسي.
إن الحياة اليوم تموج بالسرعة والاختلافات المتباينة في الدين والعقيدة وتجد بيئات متنوعة تحتاج فيها إلى التقبل والاستماع والبعد عن الآحادية والأحكام السريعة، وفي المقابل عليك أن تضبط مشاعرك فحينما تضحك على أمر لا تجعل مَن حولك يظنون بك أنك تنال من أحدهم، بل اضبط ضحكك وحاول أن يكون هناك توضيح مبرر حتى لا تجعل من يغير يتجاوز عليك، وفي حالة غضبك لا تنثر غضبك وعتبك حتى لا تصل إلى مرحلة نهايتها سيئة، ومصداقاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تغضب لا تغضب لا تغضب).
ومن الأخطاء التي يمارسها البعض في إدارة مشاعره
مثل: إنكاره ورفضه للاعتراف بمشاعره السلبية وينكر بوجود أي مشكلة، كما يصل البعض إلى ما يسمى بالانسحاب الذي يصنعه من خلال الابتعاد عن الآخرين ويركن للوحدة والاعتزال والانقطاع عن الآخرين، كما يقع البعض في إخفاء مشاعره من خلال استخدام أسلوب التهكم والاستهزاء، وقد يساعد ذلك على أن يلجأ في إيذاء نفسه والوقوع في المخدرات هروبا من واقعه.
إن إدارة المشاعر وضبطها تحتاج إلى تدريب ووعي حتى لا يقع لسطوة انفعالاته ولا يدفع ثمن كل هذه التجاوزات، التي تبقى ديناً يصعب سداده فلا تصل لمرحلة قد تدفع حياتك فيها بسبب موقف عابر يستنزف حياتك.
Twitter:@Alsuhaymi37