قالت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية: إن الأشهر الـ6 المقبلة ستشكل مصير ومستقبل لبنان.
وبحسب مقال لـ «إدوارد غابرييل» و«بول سالم»، يعاني لبنان من مخاض واحدة من أكبر الانهيارات الاقتصادية في العصر الحديث، حيث يكافح للتعافي من انفجار كارثي دمر ميناء بيروت وأحياء بأكملها في أغسطس 2020.
رئيس جديد
ولفت المقال إلى أن الانتخابات الرئاسية في الخريف يمكن أن تؤثر على مسار البلاد للسنوات المقبلة.
ونبه إلى أن ولاية الرئيس الحالي ميشال عون، حليف حزب الله، تنتهي في 31 أكتوبر.
وأردف: وفقاً للنظام الدستوري غير المستقر في لبنان، فإن دور البرلمان هو انتخاب رئيس جديد لفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات.
وأوضح أن هذه المناسبة محورية وتلقي بظلال طويلة على السنوات اللاحقة لأن الرئيس الجديد لاعب رئيسي في ترشيح رئيس للوزراء ويشارك بتشكيل الحكومة المقبلة.
ومضى يقول: من المرجح أيضا أن تكون فترة الرئاسة الجديدة مصحوبة بالتعيينات في مناصب رئيسية مثل قائد الجيش، ورؤساء أجهزة المخابرات، ومحافظ البنك المركزي، ومناصب رئيسية أخرى.
وشدد على أن استبدال حليف لحزب الله بشخصية أكثر استقلالية وإصلاحية ووطنية سيكون له تأثير مهم وطويل الأمد على فرص لبنان في استعادة سيادته المهددة، وسحب البلاد من حافة الهاوية الكاملة.
برلمان منقسم
وأوضح أن البرلمان الحالي، الذي تم انتخابه في مايو الماضي، منقسم بالتساوي تقريبًا بين حلفاء ومعارضي حزب الله.
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن يحشد أي من الطرفين النصاب القانوني اللازم في الوقت المناسب لانتخاب رئيس، مما قد يؤخر الانتخابات لأسابيع أو حتى أشهر.
وتابع: لكن لبنان لا يستطيع تحمل منصب شاغر آخر مهم في مؤسساته الحاكمة.
وأوضح أنه بينما لدى حلفاء حزب الله مرشح خاص بهم، فإن الائتلاف الإصلاحي المعارض لم يتفق بعد على مرشحيه المفضلين.
ونوه بأن انتخاب رئيس مستقل ذي عقلية إصلاحية يمكن أن يساعد في تغيير حظوظ البلاد.
مخاطر فشل لبنان
وتابع: لدى المجتمع الدولي مصلحة في مساعدة لبنان على الخروج من دوامة الانحدار. إن قيام دولة فاشلة بالكامل في شرق البحر المتوسط ليس في مصلحة أحد.
وحذر من أن فشل لبنان سيولد تدفقات جديدة من اللاجئين إلى قبرص والاتحاد الأوروبي، ويفتح الطريق لعودة محتملة لداعش والقاعدة، ويزيد من تعزيز قوى حزب الله وإيران في لبنان، وأكد على أن الانتخابات الرئاسية فرصة لتعديل مسار لبنان خلال السنوات الست المقبلة ووضع البلاد على طريق الانتعاش.
وأضاف: يجب ألا تفوت الولايات المتحدة فرصة قيادة جهد دولي منسق لتشجيع انتخاب رئيس إصلاحي مستقل.