@azmani21
تحدثنا في المقال السابق عن أثر التبكير في حياتنا، وأنه طريق للتميز والسعادة والنجاح، وسنستعرض في هذا المقال، كيف لنا أن نجعل من النوم وسيلة وليست غاية، وهذا يرتبط بالإجابة عن عدد ساعات النوم الكافية، بناءً على الأبحاث والدراسات وكذلك على التجارب الشخصية وواقع الحال لكل منا.
وهنا يمكننا أن نطرح سؤالًا، هل النوم إلى وقت متأخر يعطينا الجرعة الكافية من ساعات النوم، وكم عدد ساعات النوم الكافية لكل شخص منا؟
الحقيقة التي يذكرها لنا الخبراء هنا، أنه لا يوجد عدد ساعات معينة للنوم لكل شخص ما، بل إن الأشخاص يختلفون لعوامل تتعلق بالعمر والوراثة والصحة والوزن، فحين يحتاج شخص ما إلى 5 ساعات يحتاج شخص آخر إلى 8 ساعات، إلا أنه لا ينبغي أن يزيد ذلك بأي حال من الأحوال على ذلك، لأنه بحسب دراسة أجرتها مؤسسة النوم الوطنية، وهي جمعية أمريكية غير ربحية، أشارت فيها إلى أن النوم لفترات طويلة تزيد على 9 ساعات، تقترن بزيادة الأمراض والحوادث والاكتئاب وحتى بالموت كذلك.
أليس حقًا أنه مهما تأخرنا في النوم، فإننا لا نشعر بأننا قد حصلنا على ساعات النوم الكافية، لكون أن المحرك الأساسي وراء ذلك ليس عدد الساعات، وإنما الإيحاء الداخلي، الذي نقوم به عندما نضع رؤوسنا على وسائدنا، فعندما أشعر نفسي بأنني سأحتاج إلى 8 ساعات أو حتى إلى أقل من ذلك، سأجد أنني قد اكتفيت بذلك، والدليل على ذلك أننا ننام في بعض الأحيان متأخرين ونستيقظ دون منبه لصلاة الفجر، أو للحاق برحلة بالطائرة أو لحضور اختبار، رغم أننا لم نحصل على القدر الكافي من ساعات النوم، بل وفوق ذلك نشعر بأننا نشطاء وكلنا حيوية.
ختامًا، كيف لنا أن نستيقظ بهمة عالية؟
تحدثت أعزائي القراء عن ذلك بإسهاب في مقال بعنوان «انهض وابدأ»، الذي ستجد فيه خطوات مفيدة ومميزة ستعينك على الاستيقاظ بهمة عالية، منها قاعدة 5 ثوانٍ لميل روبنز، حيث إن قاعدة الـ 5 ثوانٍ تدفع المرء إلى المبادرة وأخذ خطوة للأمام تسهم في تقدم المرء ونجاحه، لأن مشوار الألف ميل دائما ما يبدأ بخطوة، وكثيرًا ما يكون التسويف مانعًا للقيام بالعمل، والتردد سبباً في ضياع الفرص، وانظر كيف حالت العقبات والمعوقات، التي وضعناها في طريقنا من حصولنا على ما نريده ونبتغيه.
من أجل ذلك كله، اغتنم نسمات الصباح، التي تملؤك ابتهاجا ونشاطاً وحيوية، وتقضي على الكسل والخمول والدعة.
ودمتم بخير.
قال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم.