نهنئ وزارة التعليم بقيادة ربانها معالي الوزير الدكتور حمد آل الشيخ الذي كان له وللوزارة دور فعال في الإبحار بكل اقتدار خلال أزمة كورونا العاتية وأمواجها.
والآن مع عودة التعليم الحضوري، أطرح هذا المقترح للوزارة عله يجد طريقه نحو التطبيق وهذا المقترح يتمثل في التركيز على زرع القيم الأربع الآتية في عقول الطلاب قبل التعليم.
قيمتان يكتسبهما داخل المدرسة وتتمثلان في قيمة نظافة المكان، وقيمة احترام الصف وقيمتان خارج المدرسة وهما في زرع قيمة أهمية توفير الطاقة في عقول الأبناء والبنات من الطلاب والطالبات وأخيرا زرع قيمة أهمية الترشيد وعدم الإسراف في استخدام المياه.
فزرع أهمية ترك المدرسة نظيفة خاصة بعد الفسحة سيجعل هذا السلوك جزءا من ثقافة الطلاب وسيكبر معهم هذا السلوك وسينعكس بصورة أشمل وأجمل خارج المدارس وفي الأحياء وفي الحدائق العامة ولن تحتاج المدارس أن تتعاقد مستقبلا مع شركات للنظافة لأن كل طالب وطالبة تعلم سلوك عدم ترك المخلفات في فناء المدرسة قبل التعلم وما زلت أتذكر زيارتي لإحدى المدارس التي شاهدت بعد الانتهاء من الفسحة ثلاثة عمال نظافة يقومون بجمع المخلفات التي تركها الطلاب أثناء الفسحة من علب عصائر وبقايا (ساندوتشات) ومناديل، ومع مثل تلك المناظر لا قيمة للعلم الذي يحمله الطلاب الذين لم يتعلموا أهمية النظافة، ولا يمنع أن تترك عملية نظافة المدرسة بعد الفسحة للطلاب وليس لعمال النظافة فهذه مدرستهم ومكان تعليمهم فتعاونهم لتركه نظيفا يخلق نوعا من الولاء والانتماء للمكان والعكس صحيح..
نأتي على زرع قيمة احترام الصف ليصبح جزءا من الدروس اليومية طوال العام الدراسي بحيث يعاقب من يتعدى الصف أمام شباك المقصف وألا يسمح لمن هم في المقصف لمن تجاوز الصف بل يأمرون من خالف أن يعود للصف في رسالة غير مباشرة للبقية على أهمية احترام الصف ولا مانع أن يكون هناك تصوير المقصف والازدحام للتوعية بعد الفسحة للطلاب داخل الصفوف في كيف يكون احترام الصف ومع مرور الوقت سيتعلم الطلاب أهمية احترام الصف ومقت من لا يحترم الانتظار داخل الصفوف داخل المدارس وخارجها حتى يصبح احترام الصف سلوك وثقافة مجتمع وهذا من أهم أدوار التعليم فمن لا يحترم الوقوف في المقصف اليوم لن يحترم المسارات غدا في الشوارع.
أما فيما يخص زرع ثقافة الترشيد في استخدام الماء والكهرباء اقترح أن تعقد اتفاقية بين وزارة التعليم وشركتي المياه والكهرباء على أن تكون هناك زيارات دورية للطلاب أو إيجاد معارض متنقلة للمدارس هدفها أن يتعرف الطلاب على العدد المهول من الموظفين خلف وصول التيار الكهربائي والمياه، من المحطة حتى وصول التيار الكهربائي والماء إلى المنازل، فمثل هذه المعارض والزيارات ستزرع في العقل الباطن لدى الطلاب الكلفة الباهظة خلف وصول الماء والكهرباء والنتيجة بإذن الله ألا يتركوا المكيفات أو الإضاءة تعمل دون حاجة وكذلك ستقل المدة التي يقضيها أغلبهم تحت (الدش) وقت الاستحمام والعبث بالمياه لأن صورة العدد المهول من الموظفين والجهد المبذول رسخ في عقول الطلاب من الجنسين ما كان يخفى عليهم من جهود تبذل وأموال تصرف وما لم تفلح معه صيحات الآباء والأمهات حول الترشيد في استخدام الماء والكهرباء سيفلح وبكل جدارة مع ما زرعته وزارة التعليم من قيم وهذا نجاح للوزارة وأسعد بالتواصل مع من يمثل الوزارة لشرح المقترحات وكيفية التنفيد بالتفصيل، وإذا كانت الحياة مدرسة، فالمدرسة الحقل الذي يتعلم فيه أبناؤنا قيم الحياة..
@Saleh_hunaitem