أوصى معالي الشيخ د. عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة من الحرم المكي بتقوى الله.
وقال تحقيقا للمبادئ والثوابت أمام طوفان المتغيرات والنوابت ومراعاة للسنن الشرعية والكونية، وفي ظل تنامي موجات التشكيك والأفكار الدخيلة، والمساومة على المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية وأمام التحديات الفكرية والأمنية والتنموية، وجديد الصراعات والأزمات، تتطلع الشعوب والمجتمعات إلى ترسيخ أسس ومرتكزات تحقق من خلالها التقدم والازدهار وتعانق فيها الأمجاد وتسابق الحضارات ومدارها على الدين والقيم.
مشيرا إلى أن بالدين والقيم تعلو الهمم وتبلغ القيم وتسمو الأمم، ويكمن ذلك في 10 أمور تحقق الإسعاد للمجتمعات والازدهار في الأمجاد والحضارات.
وأكد أن الرسالة الإسلامية عالمية وحضارية مستدلاً بقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
وبين أنا ننعم في أرض الحرمين بالأمن والأمان في وقت باتت فيه الشعوب من عدد من بقاع الأرض يعيشون بخوف واضطراب، مؤكدا أن الانتماء الوطني إحساس بالمسؤولية وقيام بالواجبات، فالمواطنة الحقيقية شراكة بين أبناء الوطن في الحياة والمصير والتحديات، وفي المقدرات والمكتسبات والمنجزات وفي الحقوق والواجبات، وذلك من خلال الرؤى المستقبلية والخطط الاستراتيجية والاستثمارات الحضارية والمنشآت الرقمية التقنية، وغير ذلك من الفاعلية والإيجابية، والإسهامات الإنتاجية التي تحفز على التنمية القائمة على استثمار التقانة والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي لمواكبة عصر الثروة التقنية من خلال التنمية المستدامة والمواكبة العلمية للتطور الحضاري العالمي.
وأضاف أن من أهم ثمار حب الأوطان الوحدة واللحمة ولزوم الجماعة، وحسن السمع للإمام والطاعة في وسطية واعتدال.
حوكمة وسائل التواصل الاجتماعي
وشدد على ضرورة العلم والقضاء على الجهل والأمية، أمام سيل التحديات، مشيرا إلى المخالفات القيمية في المحتوى الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض المشاهير، مطالباً بضرورة حوكمتها.
التصدي لمنتهكين حرمة الدين
وقال د. السديس أن واجبنا الديني والوطني يحتم على كل فرد منا وخاصة القادة والعلماء وذوي الفكر والرأي والإعلام والرموز والقدرات والشباب والفتيات والمرأة، أن ينهض كلّ بواجباته لنكون يداً واحدة في وجه المنتهكين لحرمة الدين والأوطان، من خلال التصدي للشائعات المغلظة، والأخبار الكاذبة، والدعوات المشبوهة والجماعات المنحرفة، والأحزاب الضالة، والتنظيمات الإرهابية المارقة، التي تسعى إلى إثارة البلبلة والفتن والقلاقل والإحن والخيانات الدينية والوطنية.
الإبلاغ عن جرائم الفساد
وأوصى بضرورة تعزيز مكافحة الفساد بشتى صوره والحفاظ على المال العام، وعدم الاعتداء عليه وعلى المرافق العامة، والإبلاغ عن جرائم الفساد ومرتكبيها، والجرائم العابرة للحدود والقارات ومن يقف وراءها، إضافة إلى مكافحة المخدرات، مثمناً دور رجال مكافحة المخدرات في الحفاظ على بلادنا وشبابنا.