أشبه بنادٍ أكثر منه منظمة دولية، العضوية فيه اختيارية، ولا تترتب على دول أعضائه التزامات قانونية تجاه بعضها، لكنه يستند إلى التزام مشترك بقيم الحرية وحقوق الإنسان والتجارة والحكم الرشيد، إضافة لتعزيز التنمية في دوله ومعالجة قضايا مثل التغير المناخي.
اتحاد الكومنولث التي تضم 56 دولة حول العالم، غالبيتهم العظمي كانت تقبع تحت الاستعمار البريطاني، ترأسته الملكة الراحلة اليزابيث الثانية، عام 1952 ومنذ ذلك الحين ظلت في مقعد رئاسته، إلى أن وافتها المنيّة مساء الخميس.
هل يتفكك الكومنولث بعد وفاة الملكة؟
ومرت تغيرات على الاتحاد منذ أنشئ، فانضمت دول وخرجت أخرى قبل أن تعود ثانية، غير إن الأمر الوحيد الذي كان ثابتًا هو رئيسة الاتحاد الملكة اليزابيث الثانية.
تكهن البعض أن وفاة الملكة قد يؤدي لتفكك الكومنولوث على الرغم من تعيين ولدها الأمير تشارلز عام 2018 كخليفة للملكة، دون وجود نص في لائحته يقول بأن مقعد الرئاسة ينتقل من الملك لولي العهد، فإن وجود إليزابيث بحد ذاته كان صمام أمان بالنسبة لرؤساء لدول المشاركة.
ووفقا لفيليب مورفي، أستاذ التاريخ البريطاني بجامعة لندن فإن الكومنولث ربما يكون انتهى بالفعل كاتحاد، وما هو موجود اليوم مجرد شبح لمنظمة كانت موجودة تاريخيًا.
إليزابيث الثانية هي روح الكومنولوث
على مدار 70 عامًا من رئاستها الاتحاد كانت الملكة إليزابيث الثانية تولي اهتمامًا كبيرًا به، وكانت تعمل دائما على حل مشكلات دول الأعضاء.
ووفقا لسكرتير عام الاتحاد سابقًا، السير سوني رامفال، فإن الملكة اليزابيث أعطت اهتمامًا بالغًا للكومنولث وجهدًا كبيرًا، يؤكد ذلك ما قاله الرئيس النيجري السابق أولوسيغون أوباسانجو أن الملكة هي عنصر استقرار الاتحاد وعماده.
سيستمر الاتحاد حتى بدون إليزابيث
لا يستبعد مراقبون سياسيون استمرار الكومنولث حتى بعد وفاة الملكة، غير إنهم يتوقعون أنه سيفقد بريقه الذي كان يضفيه وجود الملكة، وبذلك سيقل الاهتمام به تدريجيًا، إذ إن الملكة كانت تعتبره أحد إنجازاتها التاريخية.
ويرى المراقبون أن الكومنولث يمكن أن يكون مفيدًا لبعض الدول الإفريقية ودول الكاريبي، التي سيكون من صالحها عدم انهيار الاتحاد، ولذا سيظل هناك بعض الاهتمام بقدر ما به.
الملك تشارلز الرئيس الجديد للكومنولث
بوفاة الملكة اليزابيث الثانية، فإن رئاسة الكومنولث تنتقل تلقائيًا إلى الملك الجديد تشارلز الثالث، فقد تم تعيينه في عام 2018 كخليفة لوالدته في رئاسة الاتحاد من رؤساء حكومات الكومنولث، واتخذ القرار القادة بناءً على رغبة الملكة، وأقيم لذلك حفل في قلعة وندسور.
تحديات تظهر للملك تشارلز بوفاة والدته
يعتقد محللون أن وفاة الملكة سيحفز معارضي الملكية بأستراليا لطلب التحول لجمهورية والخروج من تحت التاج البريطاني الذي لم يلبسه بعد تشارلز، كما قد يشجع رحيل إليزابيث بلدانًا أخرى لتغيير دستورها والتخلي عن بريطانيا، وبذلك تتفكك نواة الاتحاد.
تاريخ الكومنولث
مرّ الكومنولث بمراحل عدّة، منذ إنشائه في النصف الأول من القرن العشرين عند إنهاء الاستعمار البريطاني، فتأسس في الأصل باسم الكومنولث البريطاني من خلال إعلان بلفور في المؤتمر الإمبراطوري عام 1926؛ وأضفت عليه المملكة المتحدة الطابع الرسمي من خلال تشريع وستمنستر عام 1931.
واتخذ الشكل النهائي له والمستمر حتى الآن عام 1949 بموجب إعلان لندن في ذات العام، ومنذ 1952 ترأست الملكة اليزابيث الثانية الرابطة وذلك حتى رحيلها أمس.
الكومنولث هو اتحاد تطوعي عالمي يضم البلدان التي كانت ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية البريطانية وبعض البلدان التي لم يخضع للسيطرة البريطانية يوما ويمكن لاي دولة الانضمام إليه.
ويعد الاتحاد واحدًا من أقدم المنظمات السياسية في العالم، والذي كان موجودًا قبل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
ويهدف لدعم الدول الأعضاء وتعزيز الشراكة فيما بينهم، لتحسين رفاهية جميع مواطني الكومنولث وتعزيز مصالحهم المشتركة على الصعيد العالمي.
وكان الهدف الأصلي للكومنولث، حين إنشائه هو تشكيل اتحاد يضم مع جميع الدول التي كانت تحت الحكم البريطاني على قدم المساواة، حيث تعهدت جميع الدول بالولاء للملك أو الملكة البريطانية.
ما هي الدول التي هي جزء من الكومنولث؟
تشارك 56 دولة في الاتحاد وتوزيعهم على القارات كالآتي:
21 دولة أفريقية.
13 دولة كاريبية وأمريكية.
11 دولة من جزر المحيط الهادئ.
ثماني دول آسيوية.
ثلاث دول أوروبية.
