لم تكد تمر ساعات على إعلان وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي غيبها الموت مساء الخميس، حتى أثيرت في أستراليا قضية الانفصال عن التاج البريطاني، والاستقلال كجمهورية، القضية التي كانت مثار نقاش طويل تطفو على السطح مجددًا.
نواب يطالبون بانتهاز الفرصة للاستقلال عن بريطانيا
ودعا زعيم حزب Green البرلماني آدم باندت، إلى الانفصال عن المملكة المتحدة.
وبسبب تغريدته تلك على "تويتر"، تلقى باندت انتقادات لاذعة، لاختياره توقيتًا خاطئًا لعرض مثل هذا الطلب، إذ لم يمضِ على وفاة الملكة سوى ساعات.
Rest In Peace Queen Elizabeth II.
Our thoughts are with her family and all who loved her.
Now Australia must move forward.
We need Treaty with First Nations people, and we need to become a Republic. — Adam Bandt (@AdamBandt) September 8, 2022
تغريدة أخرى أكثر جرأة أتت من عضو مجلس الشيوخ الأسترالي، مهرين فاروقي، اتهمت فيه بريطانيا أنها إمبراطورية عنصرية قامت على سرقة الشعوب وقتل الأبرياء، وأكدت أنها غير حزينة على وفاة ملكتها، وطالبت "فاروقي" بضرورة اعتذار بريطانيا لكل البلدان التي استعمرتها، كما طالبت بانفصال استراليا عن بريطانيا.
Condolences to those who knew the Queen.
I cannot mourn the leader of a racist empire built on stolen lives, land and wealth of colonised peoples.
We are reminded of the urgency of Treaty with First Nations, justice & reparations for British colonies & becoming a republic. — Mehreen Faruqi (@MehreenFaruqi) September 9, 2022
موقف أكثر تعقلا لرئيس الوزراء
رغم كونه مؤيدا للتحوّل إلى جمهورية، لكن أنتوني ألبانيز رئيس وزراء أستراليا، امتنع عن التعرض لموضوع الجمهورية في ظل هذا الوقت.
وقال لـ Radio National معلقًا على إثارة القضية: "اليوم ليس يوم سياسة، بل هو يوم للإشادة بخدمة الملكة إليزابيث كرئيسة لدولتنا على مدى 70 عامًا، ولتقديم الشكر لتفانيها ومساهمتها في خدمة أستراليا"، مضيفا: "أنا أعتبر الملكة شخصًا يستحق الاحترام من كل أسترالي."
ونشرت منظمة الجمهورية الأسترالية ARM تغريدة على "تويتر" تنعى فيها الملكة الراحلة.
وقالت المنظمة غير الحزبية التي تدعم تحول استراليا لجمهورية، في تغريدة عبر "تويتر": "نشعر بحزن عميق لوفاة الملكة إليزابيث الثانية، لقد كانت مصدر إلهام لأجيال من البريطانيين وغيرهم حول العالم"
We are deeply saddened by the passing of Her Majesty Queen Elizabeth II. Her decades on the throne were defined by steady leadership and devotion through seismic historical changes. She has been an inspiration and comfort for generations of Britons and others around the world. — Arm (@Arm) September 9, 2022
استفتاء سابق أجرته أستراليا للانفصال
كانت آخر مرة أجرت فيها أستراليا استفتاءً على أن تصبح جمهورية في عام 1999، بعد إقرار الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، حق الأستراليين في تقرير مصيرهم بالانفصال أو عدمه، لكن الإجراء فشل حين عارض 55٪ من المشاركين مثل هذه الخطوة.
وزير جديد للجمهورية تمهيدا لانفصال استراليا
وعيّن أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء أول "وزير للجمهورية" في البلاد مايو الماضي، وهو منصب أنشئ بهدف بدء الانتقال إلى جمهورية أستراليا.
فيما يرى خبراء أن تلك الخطوة تعد "جس نبض" للشارع الأسترالي لمعرفة مدى استعدادهم لتقبل فكرة الاستقلال
استراليا تعلن حدادها على وفاة ملكتها
وقرّر البرلمان الأسترالي تعليق عمله لمدة أسبوعين، وأضيئت أشرعة دار أوبرا سيدني بصورة الملكة تكريمًا لها، ونُكست الأعلام الأسترالية، حدادًا على الملكة.
بدوره سافر أنتوني ألبانيز رئيس الوزراء وديفيد هيرلي الحاكم العام والممثل الرسمي للملك في أستراليا، إلى المملكة المتحدة لحضور الإجراءات الرسمية قبل يوم حداد وطني.
الدول التي تحكمها بريطانيا
إضافة إلى أستراليا، فإن التاج البريطاني يشمل 14 دولة ومنطقة أخرى، ويكون ملك بريطانيا ملكًا على كل تلك البلاد وهي، نيوزيلندا وكندا وبابوا غينيا الجديدة وجامايكا والعديد من الدول الجزرية الأخرى في منطقة البحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ.
وتفكر معظم تلك المناطق أيضا في الاستقلال عن بريطانيا، فوفقا لمجلة "فوربس"، فإن رئيسة وزراء نيوزلندا الحالية جاسيندا أرديرن، تتوقع أن تتحول بلادها لجمهورية قريبًا،
كذلك الدول الكاريبية التي تخضع لبريطانيا تسعى للاستقلال كدول ذات سيادة.