كشفت الكلية التقنية في الدمام، عن ضخ نحو 25 ألف خريج في القطاعات الفنية والصناعية، منذ إنشائها في عام 1408هـ، ساهموا بشكل فعال وحيوي، في دعم المجالات العلمية والتقنية، مشيرة إلى أنها تسعى باستمرار لمواكبة المستجدات والمتغيرات المهنية الجديدة، من خلال اختيار تخصصات جديدة تلبي احتياجات سوق العمل. وأكدت خلال «قضية الأسبوع»، أنها أتمت جاهزيتها، بشكل كامل قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، عبر تهيئة القاعات التدريبية والورش، كما أنها تسعى باستمرار لاستغلال الطفرة التكنولوجية، من خلال إنشاء منصات لخدمات التدريب، مشيرة إلى قبول نحو 2000 طالب في 16 تخصصا هذا العام.
وأضافت إن الكلية تشهد أعدادا متزايدة سنويا، بسبب وجود الشركات الكبرى بالمنطقة الشرقية، التي تفضل، غالبا، خريجي الكليات التقنية لخبرتهم العملية والعلمية وممارستهم بشكل أكبر للمهارات المطلوبة، مشيرة إلى أنه بدراسة سوق العمل، تبين تزايد الحاجة لخريجي قطاع البناء والتشييد.
ضخ 25 ألف خريج في القطاعات الفنية والصناعية
قال عميد الكلية التقنية في الدمام م. أحمد الغامدي إن الكلية التقنية بالدمام، أنشئت عام 1408هـ، بهدف تنمية القدرات البشرية، وبلغ عدد المتدربين، في السنة الأولى 153 متدربا، في 5 تخصصات، حتى وصل العدد في عام 1443هـ إلى أكثر من 7457 متدربا من خلال 16 تخصصا تقنيا.
وأضاف: طوال تلك المدة التي امتدت إلى 35 عاماً، كانت الكلية تغذي سوق العمل بالخريجين المؤهلين في مختلف المجالات والتخصصات التقنية والمهنية، وضخت ما يقارب 25 ألف خريج، مؤهلين علمياً وتقنياً في المجالات الفنية والصناعية المختلفة.
وبين م. الغامدي، أن التخصصات، تنوعت لتشمل العديد من القطاعات الصناعية والإدارية، في مجالات الإلكترونيات والكهرباء والإنتاج الكيميائي والميكانيكي، وتخصصات الحاسب وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى التقنية الإدارية والتقنية المدنية، كما تتميز الكلية التقنية بالدمام، باحتوائها على تخصص الإدارة المكتبية وصيانة الحاسب لفئة الصم والبكم.
وتابع: شهدت الكلية توسعاً ملحوظاً في برامجها التدريبية، لتشمل برنامج الدبلوم والبكالوريوس في الفترتين الصباحية والمسائية، وتضم أكبر فئة ممكنة من المتدربين الموظفين وغير الموظفين الذين يتطلعون إلى الارتقاء بشهاداتهم الأكاديمية لتخدم مصلحة الوطن. كما تقدم الكلية برنامج «اتقن» لخدمة المجتمع، لتطوير مهاراتهم المهنية بعدة مجالات منها: مبادئ صيانة الجوال، أمن المعلومات، مقدمة في مايكروسوفت أوفيس، التمديدات الكهربائية المنزلية.
وأضاف: حصلت الكلية على العديد من الإنجازات كشهادة الاعتماد الأمريكي ACCET، وأعلى نسبة لمؤشر توظيف الخريجين والاعتماد المؤسسي من هيئة تقويم التعليم والتدريب والعديد من الإنجازات الأخرى، مشيرا إلى استغلال الطفرة التكنولوجية، بإنشاء منصة خدمات التدريب تقدم مجموعة خدمات للمتدربين والمدربين، من خلال نظام إلكتروني لاستقبال طلب دعم لبوابة التدريب الإلكتروني، وطلب تحديث البيانات، وطلب تجديد بطاقة صراف أو بدل فاقد، وطلبات التواصل مع رئيس القسم أو المدرب، وغيرها، بما يسهل على الجميع القدرة على التواصل وتقديم المساعدة بأسرع وقت وأكثر كفاءة.
هندسة البرمجيات والأجهزة الذكية
بين رئيس قسم الحاسب وتقنية المعلومات بالكلية التقنية في الدمام م. مسفر الشمراني أنه جرى إضافة تخصصات جديدة، تلبي احتياجات سوق العمل، هي: البرمجيات، تشمل الخوارزميات والمنطق وأساسيات البرمجة وبرمجة الإنترنت وبرمجة قواعد البيانات وهندسة البرمجيات وبرمجة الأجهزة الذكية وعددا من المقررات التخصصية المساندة. وتقنيات شبكات الحاسب، وتشمل: أنظمة التشغيل، التوجيه والتحويل وبناء الشبكات وتهيئة أجهزة الشبكة المختلفة، والوسائط المتعددة، وتقنيات الويب والتي تشمل المهارات الأساسية للمصممين والتصميم المرئي ومعالجة الصوت الرقمي والفيديو الرقمي والنشر الإلكتروني والتصميم الرقمي والتصميم التفاعلي. والدعم الفني، ويشمل: تجميع وصيانة الحاسب الآلي، والمبادئ الأساسية في تصميم الدوائر الإلكترونية ومبادئ دعم الشبكات وطرق تأمينها وأنظمة التشغيل، وقسم الوسائط المتعددة لزيادة الخيارات للمتدربين الراغبين في الالتحاق بتخصص الحاسب، مشيرا إلى رفع أعداد القبول وفق الإمكانيات المتاحة، بواقع 30 متدربا في كل تخصص، بإجمالي 120 متدربا لهذا الفصل التدريبي لمرحلة الدبلوم الصباحي و40 متدربا للدبلوم المسائي، وكذلك 60 متدرب بكالوريوس لتخصص دعم أنظمة الشبكات في المسارين الصباحي والمسائي، يتم تدريبهم على أعداد الدارسين. وترتكز العلوم المستقبلية على تكنولوجيا المعلومات وعلم الحاسوب، وهي من أكثر التخصصات المطلوبة في رؤية المملكة 2030، وجميع قطاعات العمل أصبحت تعتمد على التقنيات بدءًا من الشروحات التعليمية لطلاب المدارس، وصولاً إلى أصعب التخصصات الطبية، ويعتبر من أفضل التخصصات الجامعية، وعليه فإن إجمالي عدد المتدربين في القسم تجاوز الـ 1000 متدرب.
وأضاف م. الشمراني إن استعدادات القسم تمت مع بداية كل فصل تدريبي، وقبل بدء التدريب يتم التأكد من جاهزية الكراسي والطاولات والوسائل التدريبية ومن عمل جميع أجهزة القسم «أجهزة العرض، أجهزة الكمبيوتر، أجهزة التكييف، آلات التصوير والطباعة، السبورات»، وكذلك التأكد من وجود اللوحات الإرشادية للطلاب داخل القسم. وعليه تم تهيئة المعامل والفصول التدريبية وبجاهزية عالية، لتوفير بيئة جاذبة للمتدربين والمدربين.
حاجة ملحة بقطاع البناء والتشييد
أوضحت إدارة الكلية التقنية بالدمام، أنه جرى دراسة سوق العمل، وتم الالتقاء بشركات كبرى بالمنطقة الشرقية، وتبين أن هناك حاجة ملحة بقطاع البناء والتشييد.
وأضافت إنه في إطار توجهها بزيادة الطاقة الاستيعابية، فقد تم قبول 30 متدربا في كل تخصص بإجمالي 120 متدربا لهذا الفصل التدريبي لمرحلة الدبلوم الصباحي، وعلى ذلك فقد تم زيادة أعداد القاعات والورش التدريبية لكي تتناسب مع زيادة أعداد المتدربين بالوقت الحالي والمستقبل، واستمر القسم في زيادة أعداد المتدربين، ليصل عددهم إلى 264 متدرباً مستمراً، بالإضافة لعدد 120 من المقبولين الجدد. وأضافت إنه بسبب زيادة الطاقة الاستيعابية بالكلية بالمجمل، فقد تم زيادة القاعات التدريبية والورش لكي تستوعب أكبر عدد من المتدربين وتكوين بيئة مناسبة لتدريب المستفيدين نظرياً وعملياً، بالإضافة لزيادة التمارين العملية.
تطوير المناهج وفق المتغيرات دوريا
تسعى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى استيعاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في الالتحاق بجميع برامجها بجزءيها الدبلوم والبكالوريوس للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تأهيل الكوادر البشرية الوطنية في جميع المجالات التقنية والمهنية وتطويرها وفقا لطلب سوق العمل، وهي من أهم الركائز الأساسية للأهداف الإستراتيجية للمؤسسة. ويتم وبشكل دوري تطوير المناهج التدريبية والتقنية وفق متطلبات سوق العمل المتطورة بشكل طردي، وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من مواكبة تلك المتغيرات وتحقيق ريادة عالمية في مجال الحاسب وتقنية المعلومات لأبناء الوطن.
3 أقسام جديدة في التقنية المدنية والمعمارية
أوضح رئيس قسم التقنية المدنية والمعمارية بالكلية التقنية في الدمام م. ماجد العتيبي أن التدريب بقسم التقنية المدنية والمعمارية بدأ بعد القيام بعدة دراسات لسوق العمل لمعرفة الاحتياجات الواجب توفرها عند الخريج، وقد تم على ذلك فتح 3 تخصصات، الأول: «تقنية الإنشاءات المدنية»، ويتم التدريب فيه على ورش الشدات وحديد التسليح والرسم الإنشائي بالحاسب والإستاتيكا وخواص واختبارات المواد وتقنية البناء والمساحة وتقنية وأعمال الخرسانة وخواص واختبارات التربة وشبكات المياه والصرف الصحي وتقنيات الطرق والإنشاءات المعدنية، والثاني: «تقنية الإنشاءات المعمارية»، ويتم التدريب فيه، على الرسم المعماري والرسم بالحاسب الآلي والمساحة وورش الشدات وحديد التسليح وخواص واختبار المواد وتطبيقات الحاسب والإظهار المعماري ورسومات تنفيذية بالحاسب وتقنيات البناء والمجسمات المعمارية، والثالث: «تقنية المساحة»، ويتم التدريب فيه على المهارات التخصصية في المساحة الأرضية والرسم المساحي بالحاسب ونظم الملاحة العالمية بالأقمار الصناعية والمساحة التصويرية ونظم المعلومات الجغرافية ومعايرة الأجهزة المساحية والإنشائية.
اللقاء التعريفي
تلبية متطلبات الشركات الكبرى
ذكر مدير القبول والتسجيل بالكلية التقنية في الدمام م. عبدالله السحيباني أن التخصصات التقنية، تستقطب أعدادا متزايدة سنويا، بسبب وجود الشركات الكبرى بالمنطقة الشرقية، إذ تفضل، غالبا، خريجي الكليات التقنية لخبرتهم العملية والعلمية وممارستهم بشكل أكبر للمهارات المطلوبة.
وبين أن أعداد القبول في البكالوريوس الصباحي، يبلغ 110 متدربين، والمسائي 300 متدرب، والدبلوم الصباحي 1115 متدربا، والمسائي 770 متدربا. وأضاف: من الأمور المهمة التي ينبغي على المتدرب معرفتها في بداية قبوله، اختيار أكثر من كلية تقنية، وأكثر من تخصص، بما يعزز فرص قبوله بعد إجراء الفرز والمفاضلة بين المتقدمين، بالإضافة لمتابعة البوابة الإلكترونية للقبول بشكل مستمر، تحسبا لعدم وصول الرسائل النصية للمقبولين.
إلغاء التخصصات «غير المواكبة»
قال «علي عايض» إنه لا بد من إلغاء بعض التخصصات في الكلية، لأنها لا تواكب سوق العمل الحالي، مشيرا إلى أن استمرار هذه التخصصات لن يؤدي إلا لزيادة أعداد العاطلين عن العمل، نظرا إلى عدم وجود وظائف لهذه التخصصات. واقترح أن تختصر التخصصات في الكلية على التخصصات الحديثة، وأن يكون هناك تنسيق مع الجهات في سوق العمل، لتحديد الاحتياج، مؤكدا ضرورة إضافة دورات مكثفة لشهادة الكلية، لمساعدة الطلاب في الحصول على الوظائف. وبين أن كثيرا من الخريجين لا يجدون وظائف مناسبة حاليا، نظرا لضعف شهادة الكلية مقارنة بالكليات الأخرى، وعدم قبول التخصص في سوق العمل الحديث.
مخرجات تؤدي إلى «البطالة»
أكد الطالب «وليد محمد» أهمية اعتماد شهادة الكلية التقنية بشكل أوسع؛ كي لا يعاني الخريج في الحصول على وظيفة مناسبة، وقبول شهادة الكلية في مختلف الوظائف. وأشار إلى أن عدم التنسيق والتوافق بين الكلية وسوق العمل، أمر سلبي، وأن مخرجات الكلية تؤدي إلى البطالة -بحسب وصفه- خاصة في ظل تخرج دفعات كبيرة، بينما سوق العمل محدود الوظائف. وشدد على ضرورة دارسة التخصصات وإزالة بعضها، وهي التي لا يحتاجها سوق العمل، إضافة إلى التركيز على التخصصات التي تواكب رؤية المملكة 2030. وبيَّن أهمية دراسة التخصصات بعناية، واقترح ابتعاث الطلاب الذين يحققون درجات عالية، وتكثيف الدورات لهم، بما يعود بالفائدة على الإنتاج الوطني.
عدم التوافق مع سوق العمل
قال «عبدالرحمن محمد باه»: إن تخصصات الكلية التقنية لا تتوافق مع سوق العمل بالشكل المطلوب، وإن التوافق يكون فقط في التخصصات المتعلقة بالحاسب الآلي، والشبكات، وهي التخصصات التي تحتاج بعد ذلك إلى دعمها ببرامج أكثر. وطالب بضرورة التواصل مع القطاعات الأخرى، لتوفير وظائف بعد تخرج الطلاب، وضرورة التنسيق بين الكلية، وسوق العمل، لتحديد الاحتياجات المطلوب، والعدد المناسب، وبناء عليه يتم ترشيح الطلاب للفرص المتاحة، مشددا على أهمية التوسع في المناهج، للإلمام بكل تفاصيل التخصص.