قالت مجلة "تايم" البريطانية إن وفاة الملكة إليزابيث الثانية تمثل أول مسمار في نعش المملكة المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن اعتلاء الملك تشارلز الثالث لعرش المملكة سيعطي دفعة لحركة استقلال اسكتلندا.
مياه مجهولة
أشار التقرير إلى أن العائلة المالكة تعاملت بمهارة في القرون الأخيرة في علاقاتها مع القومية الاسكتلندية.
ونبه إلى أن تلك العلاقة تدخل مياه مجهولة بعد تولي الملك تشارلز الثالث رسميًا العرش.
ومضى يقول: في استطلاع جرى عام 2020، أيد 70% من الاسكتلنديين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا الانفصال عن المملكة المتحدة.
وأضاف: كما وجد استطلاع منفصل أجراه مركز أبحاث "مستقبل بريطانيا" في مايو الماضي أن أكثر من ثلث الاسكتلنديين عموما قالوا إن نهاية عهد الملكة إليزابيث الثانية سيكون الوقت المناسب لإلغاء الملكية والتحول إلى جمهورية.
ونقل عن آلان ماكدونالد، أستاذ التاريخ الاسكتلندي في جامعة دندي، قوله: أي شخص يتابع السياسة الاسكتلندية على مدار الـ30 عاما الماضية سيكون على دراية بفكرة أن وفاة الملكة قد تكون المسمار الأخير في نعش الاتحاد. هناك بالتأكيد قلق قد يحدث.
وأشار التقرير إلى أن التوترات بين التاج الإنجليزي والقومية الاسكتلندية موجودة منذ زمن طويل.
وتابع: بتاريخ 25 ديسمبر عام 1950، استولت مجموعة من الطلاب الاسكتلنديين لفترة وجيزة على "حجر القدر" من وستمنستر، بحجة أنه سُرق من الاسكتلنديين أثناء غزو إنجلترا لاسكتلندا عام 1296.
و"حجر القدر" هو قطعة أثرية ثمينة كانت تستخدم في تتويج ملوك اسكتلندا قبل سيطرة بريطانيا عليها بشكل نهائي منتصف القرن الرابع عشر.
فرصة لاستقلال اسكتلندا
وأردف التقرير: هذه الأيام، الدوافع الأكثر إلحاحًا لاستقلال اسكتلندا هي تخبط الحكومة في لندن وسط ارتفاع التكاليف والخروج المضطرب من الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن الاسكتلنديين صوتوا بأغلبية ساحقة ضد الاستقلال في عام 2016.
لكن بحسب أحد المدافعين البارزين عن الاستقلال، طلب عدم الكشف عن هويته، فإن وصول الملك تشارلز هو بالتأكيد دفعة لحركة الاستقلال، في ضوء أن الملكة كانت ذات شعبية عالمية، لكن تشارلز ليس كذلك.
وأردف: لا تزال هناك تحديات حادة لتشارلز. كان ولع إليزابيث الثانية باسكتلندا حقيقي. كانت والدتها من جلاميس، وهي قرية صغيرة في أنجوس، وجزء من الأرستقراطية الاسكتلندية التي تعود إلى أجيال عديدة.
وتابع: وفقا لكلايف إيرفينغ، مؤلف السيرة غير الرسمية لإليزابيث الثانية، فإن تشارلز اسكتلندي مزيف، لا يظهر أبدا في منزله باسكتلندا، لأنه لا يميل في الأساس إلى هذه الطريقة.