@ma_alosaimi
في العالم العربي هناك عقدة غربية إعلامية لم ننفك منها إلى الآن؛ بالرغم من تقادم تجربتنا الإعلامية الخاصة. هذه العقدة تتمثل في أننا ننقل من الغرب كل أحداثه وأعراسه وأفراحه وأتراحه، ونعطي هذا النقل ساعات أو أيام طوال، وكأن الأمر مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا.
في المقابل، فإن إعلام هذا الغرب لا يحفل بعالمنا إلا إذا وجد ما يحمل به ضغينة، أو إساءة أو تحريض، على قادتنا وأوطاننا وشعوبنا. وإذا كنتم تذكرون تغطية إعلامية غربية جيدة، أو حتى محايدة، استمرت لأكثر من عشر دقائق عن حدث معين من أفراحنا أو أتراحنا فأخبروني بها لأسجلها للتاريخ وتوارث الأجيال.
مشكلة إعلامنا العربي، حتى في أكبر مؤسساته، أنه يقع بسهولة في فخ الرسائل الإعلامية الغربية ويتبناها دون وعي أو تفكير. ومشكلته الأخرى، الموازية، أنه يستسهل بث الرسائل الإعلامية المعلبة لأن لا كفاءة لديه، أو لا طاقة لديه على الطبخ والنفخ حتى يخرج برسائله الإعلامية المصنوعة في مطابخه!!
طبعاً لست أول مَن انتبه إلى هذه المثلبة الإعلامية العربية الكبرى، فهناك مَن سبقني إليها منذ عشرات السنين، ونبه إلى هذه الحالة العربية الإعلامية المزرية، ونادى بضرورة التخلص من هذه الحالة إذا أردنا أن ننتج إعلاماً عربياً مسؤولاً ومؤثراً في حياتنا ومصائرنا.
لكن لا يبدو أن شيئاً تغير، فحليمة ما زالت على عادتها القديمة. الذي تغير فقط هو الديكورات، ووجوه المذيعين والمذيعات، وأقلام الصحفيين والصحفيات، ليبقى المضمون الإعلامي العربي مرتهناً للعلب الغربية المستوردة، وحالة الاستسهال، التي لم تُغير قيد أنملة في طبائع حليمة.