@karimalfaleh
••• في السعودية لا نملك ثقافة الادخار!!
هذه حقيقة ناصعة لا جدال فيها ولا مناص منها.
تمضي أيامنا دون أن نأخذ من مرتباتنا كل شهر مبلغا معينا ندخره لليوم (الأسود)!
لا نحتفظ بأموالنا أبدا. تطير لمتعنا ولا تقع في ساحات الاستفادة منها حتى تصل إلى الأصفار!
ما يحدث لنا هو من أسباب الطفرة الاقتصادية، التي كنا نحصل على الأموال بها بسهولة وننفقها بسهولة.
أصبحنا نعرف كيف ننفق ولا نعرف كيف نمسك!
ومرحلة الطفرة مصطلح يشير إلى الفترة الواقعة بين 1969 إلى العام 1980، حيث ارتفعت المداخيل النفطية مما تسبب في طفرة اقتصادية قوية، وحدثت لهذه الطفرة آثار أدت إلى تغييرات متسارعة في بعض المفاهيم.
••• نعيش وسط أيامنا (البيض) لنقتلع أموالنا ونصرفها يمنة ويسرة، وعندما نحتاج للأموال ونتساءل أين وكيف صرفناها... لا نتذكر!
وتمضي الأيام...
ثم نعاود تكرار الخطأ تلو الخطأ، ولا نلوم أولئك الذين بالكاد تكفيهم مرتباتهم الضعيفة، بل الذين كانت مرتباتهم مرتفعة وتحصلوا أخيرا على مكافأة نهاية الخدمة كمبلغ كبير ثم يسألون أنفسهم أين ذهبت هذه الأموال فلا يستطيعون الإجابة!!
وأنا واحد منهم.
••• أشقاؤنا المصريون مثلا بنوا بيوتا وتزوجوا وزوجوا وعلموا أولادهم بالادخار.
بعضهم جاء إلى هنا وفي نهاية كل شهر يرسل الأموال إلى بلده ثم يبدأ في الاستفادة منها إذا عاد، وبعضهم يستفيد منها وهو هنا.
أعرف صحفيا مصريا ذكيا ظل يبني بيته في مصر 12 سنة وعندما عاد... جاء موعد الاستمتاع بالمنزل وتعليم أبنائه في أفضل المدارس.
مصري آخر جمع أموالا من الادخار واشترى سيارات باعها بربح معقول.
الأمريكيون يدخرون سنوات طويلة من أجل تعليم أبنائهم في الجامعات.
••• بالنسبة لي أتذكر أنني اشتريت سيارتين بربع مبلغ نهاية الخدمة. أما الباقي فطار مع (الدخان)!
الآن ندمت يوم لا ينفع الندم.
اليوم أحكي لأقاربي، الذين بدأوا مرحلتهم العملية بأن يدخروا وأقص عليهم كيف قضيت على أموالي بسوء تقديري، كما أحكي للقراء، الذين يقرأون هذا المقال هذه المصاعب، وأرجو منهم الاستفادة من تجربتي وادخار أموالهم لليوم الأسود.
••• نهاية
ادخر من الحاضر لمستقبل أروع.