قالت مجلة «بوليتيكو»: إن أزمة الطاقة في أوروبا تغذي المخاوف من صعود قادة شعبويين على خلفية وقوع اضطرابات اجتماعية.
وبحسب تقرير للمجلة، وجد السياسيون الأوروبيون الذين عادوا إلى مكاتبهم بعد العطلة الصيفية تفاقم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة التي تثير بالفعل الاضطرابات الاجتماعية.
احتجاجات عبر أوروبا
أضاف التقرير: بينما كان العديد من الأوروبيين يستمتعون بشمس الصيف، كانت الاحتجاجات تتسرب أيضًا عبر دولة الاتحاد الأوروبي، من إسبانيا إلى ألمانيا.
وتابع: في براغ نهاية الأسبوع الماضي، خرج ما يقدر بنحو 70 ألف شخص إلى الشوارع للتظاهر ضد الحكومة، مطالبين باتخاذ إجراءات بشأن ارتفاع تكاليف الطاقة، ورددوا هتافات ضد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ومضى يقول: تكافح أوروبا تضخمًا قياسيًا ناتجًا إلى حد كبير عن تكاليف الطاقة التي تضخمت منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
ولفت إلى أن هذا الوضع جعل الأوروبيين خائفين من فاتورة التدفئة الباهظة هذا الشتاء، حتى أن بعض الشركات، من منتجي الصلب إلى مصانع الأسمدة، أغلقت أبوابها بالفعل.
وأردف: ازداد الوضع سوءًا لدرجة أن البنك المركزي الأوروبي أعلن يوم الخميس الماضي عن أكبر زيادة في أسعار الفائدة على الإطلاق، ووعد بمزيد من الزيادات بالطريق فيما يحاول الحد من التضخم، الذي غالبا ما يوصف بأنه ضريبة على الفقراء.
زعماء أوروبا قلقون
نوه التقرير إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء القارة قلقون من تفاقم الوضع.
ونقل عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله للصحيفة: إن أزمة الطاقة الحالية تجعل جميع القادة السياسيين قلقين لأنهم يخشون العواقب السياسية. في كثير من البلدان، يتعلق الأمر ببقاء حكوماتهم. سيتم اختبار مرونة أوروبا في جميع دول الاتحاد الأوروبي.
ونبه التقرير إلى أن هذا الخوف هو ما كان يحذر منه رئيس الوزراء الإيطالي المنتهية ولايته ماريو دراجي في قمة مجموعة السبع في يونيو، بقوله: يجب أن نتجنب الأخطاء التي ارتكبت بعد عام 2008، يجب ألا تؤدي أزمة الطاقة إلى عودة الشعبوية.
وتابع: توقع دبلوماسي من إحدى دول البلطيق أن تكون هذه هي الموجة الثالثة من الشعبوية التي تواجهها أوروبا في الآونة الأخيرة، ومثلت الأزمة المالية لعام 2008 وأزمة الهجرة في عام 2014 الموجتان السابقتان، وهذه المرة يمكن أن تكون الأسوأ ولها عواقب لا يمكن التنبؤ بها، نعتقد أيضًا أن هذا هو ما يضغط بوتين من أجله.