@ghannia
كسب الرسام بيتر ستينز مبالغ ضخمة مقابل انتشار رسمته التي رسمها عام 1993
ويظهر في هذا الرسم كلب يجلس على كرسي وأمامه جهاز حاسب بينما كلب آخر بجانبه يقول له: في عالم الإنترنت لا أحد يعلم أنك كلب ! وهذه هي الحقيقة المرة فحتى ظهور الشخص بكامل أناقته ومنطقه المبهر لا يجعله واضحا للطرف الآخر هل هو إنسان فعلا أم يتلبس رداء الإنسانية ويصطاد في الماء العكر، والمشكلة الأكبر أن يكون كلا الطرفين متجردين من الأخلاق للأسف، وهذا ما نلحظه في العالم الافتراضي تحديدا، فالتشبيك العلني والتساهل في الوسائل الموصلة إليه بين الشباب والبنات في بثوث التيك توك تحديدا والمجاهرة بالمعصية والتميع والألفاظ الخادشة شيء محزن للأسف، فالجرأة والإيحاءات وصلت حد اللامعقول والتشبيك الذي كان سابقا عن طريق قصاصة ورقية تحتوي رقم الهاتف بسرية تامة تطور وأصبح اليوم تشبيكا علنيا وربما جماعيا بألفاظ واضحة صريحة ولأن كثرة الدق تفل اللحام واستمرار الطرق على أي شيء كفيل بأن يحله بل يسحقه ! فكثرة مشاهدة هذه البثوث وما فيها من خروج عن الدين والعادات والتقاليد تجعل العرى تتفكك والعقد الموثوقة تتلاشى ومما صعقت منه في بث بين شاب وشابة كانت تسأله سؤالا تستحي الزوجة أن تسأله لزوجها ! بينما كانت إجابته شبه عملية لتصل لها الإجابة الشافية الوافية ! بل بعض البثوث تكون الفتاة متزوجة أو الشاب كذلك فلا يحرك الطرف الآخر ساكنا وكأنما الغيرة ودعت هذا البرنامج وجعلته من البرامج المرفوع عنها القلم، وإذا كان المجتمع العربي والإسلامي استاء من محتوى قناة الأفلام «نتفلكس» مطالبا بإجراءات صارمة تجاهها للتوقف عن بث السموم الأخلاقية والتلوث البصري والسمعي فالتطبيقات المشابهة أيضا تحتاج وقفة احتجاج أيضا حتى لا تنشر أوبئتها للمجتمع.
وقد دخل «شياب 2022» عالم التشبيك بوسائل تتناسب مع مراهقتهم المتأخرة فتجدهم زبائن دائمين في الكافيهات والمجمعات التجارية وقد نعموا وجوههم و(سكبوا) هندامهم وبدأوا «القزقزة» من خلف نظارة شمسية في مجمع بارد لا شمس فيه !! وقد حدثتني إحدى الزميلات عن شايب بعث لها دعوة للقهوة أثناء مرورها عن طريق «الأير دروب» وهذا الشايب من المواكبين للتطور بينما الشايب العايب «التقليدي» فيكفيه الهمس في دعوته بكلمة «أقهويك» كاختبار أولي ! وهؤلاء المراهقون لم يجدوا عملا بعد تقاعدهم سوى المعاكسة ورضوا بأن يحملوا مسمى «شوقر دادي» ممتلئين بالإخلاص والتفاني !! والأهم ممتلئين الجيوب متظاهرين بالغنى وربما تشح جيوبهم وتوصد بالمغاليق أمام زوجاتهم وأسرهم وتنفتح أساريرها أمام الحبيبات «مدعيات الحب» اللاتي تهمس قلوبهن بالضحك على هؤلاء «حبك برص يالشايب العايب»، فالمستجيبة لهؤلاء إنما تريد مالا ومشتريات ورفاهية لن يحققها إلا هذا «المدمغ» الذي بلغ فيه شعور الاستحقاق مبلغه حتى عاش أوهام الحب وأنه يستحق الأفضل والأفضل يستحقه.
خاتمة:
قلبك خضر والراس بالحيل شايب..
شيب العمر ماهو من الهم شيبة !
تالي العمر قلبك يدور حبايب
والحب للي مثلك أصبح غريبة
وش عادك تسوي لالقوك القرايب
تتبع خطى اللي تعتبرها حبيبة
والله لتنكتب في سجل العجايب
وتصبح مع العربان قصة عجيبة