نعيش أثر استخدام التقنية في جميع قطاعات التنمية من خلال الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم في مملكتنا الحبيبة. ونعيش مراحل تنفيذ مبادرة البناء الحديث والتي انطلقت كجزء من منظومة الإسكان، لتضع الركائز الأساسية لدعم عملية التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحديث، والاستثمار في التقنيات المتطورة والمساهمة بشكل رئيسي في مواكبة التطور الصناعي وتأكيد ريادة المملكة في هذا المجال، وذلك حرصا على تمكين المواطن من الحصول على مسكن يلبي تطلعاته في وقت قياسي، وذي جودة عالية وتكلفة تنافسية.
وكنت قد تطرقت في مقال سابق بعنوان (مسكن في 35 يوما) إلى أهمية تثقيف المواطن بالتقنيات الحديثة للبناء، وأهمية استفادة الوزارات المختلفة، المقدمة للخدمات، من تلك التقنيات الحديثة لتوفير الخدمات في الوقت والسعر المناسبين، وعلاج قضايا المباني المستأجرة للخدمات ومنها التعليمية والصحية.
وفي هذا العام وقبل أيام، وخلال تدشين أمير منطقة مكة المكرمة بالإنابة، صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور معالي وزير التعليم، لعدد من المشاريع التعليمية بنظام البناء الحديث في محافظة جدة. أكد معالي وزير التعليم أنه تم إنجاز هذه المشاريع التعليمية بنظام البناء الحديث، ضمن المسار السريع كمرحلة أولى في وقت قياسي لم يتجاوز 50 يوما. وأشار معالي وزير التعليم إلى أن هذه المشاريع نفذت وفق أحدث التصاميم المعمارية التي توفر بيئة تعليمية آمنة وجاذبة لمنسوبي المدارس، مشيدا بالمنجزات التي تحققت وتمثل قصة نجاح في سرعة الاستجابة والتعامل مع الآثار التعليمية المترتبة على مشروع إزالة وتطوير الأحياء العشوائية بمحافظة جدة.
ومع حرص المملكة على سرعة الإنجاز في جميع قطاعات التنمية ومنها قطاع التعليم تبرز أهمية بناء المشاريع بنظام البناء الحديث الذي يساهم في خفض تكاليف البناء وتقليل مدة التنفيذ وخفض عدد العمالة ونسبة مخلفات البناء. كما أنه يساهم في الحفاظ على البيئة وعلاج التشوه البصري وتحسين المشهد الحضري.
وأخيرا وليس بآخر، فإن استخدام نظام البناء الحديث يتطلب أن يتم إدماجه في إستراتيجيات تطوير وتنمية وتخطيط المدن ليساهم في علاج قضايا ارتفاع أسعار العقار وتطوير مراكز المدن وتوفير الخدمات في الأحياء السكنية غير المخدومة وسرعة تخفيف الضغط على الخدمات في الأحياء المخدومة المحيطة بها والحد من الازدحام والتلوث والتشوه الحضري.