تحقيق الجودة المتكاملة في أداء كافة مؤسسات الدولة يأتي كأولوية راسخة في إستراتيجيات الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله».. وهو ما ينعكس على أداء تلك المؤسسات الحكومية كما أن تلك الرعاية تجد أثرها في بلوغ ذلك الأداء مقاييس عالمية ترصدها المنابر الدولية وتستدرك حيثياتها كأنموذج يحتذى به في تحقيق الجودة المبتغاة لدورة الحياة العملية والمؤسسية لمختلف القطاعات الحكومية وغيرها.
لنتوقف بإمعان في الخبر الذي أعلن حصول المملكة العربية السعودية على شهادة الجودة البحرية (USCG) للقرن الحادي والعشرين كأول دولة في الشرق الأوسط ومن بين 26 دولة فقط على مستوى العالم، وذلك لتحقيقها معايير الجودة البحرية في الموانئ الأمريكية.. الأمر الذي جاء بناء على استيفاء وامتثال السفن السعودية التي زارت الموانئ الأمريكية خلال السنوات الماضية لأعلى متطلبات واشتراطات البيئة والسلامة البحرية، إضافة إلى التزامها بمتطلبات الاتفاقيات الدولية واتباع أفضل الممارسات ذات العلاقة بالمحافظة على مقومات البيئة البحرية.. هذه التفاصيل الآنفة الذكر تأتي ضمن أطر المشهد المتكامل للدعم اللامحدود الذي تجده مختلف مؤسسات الدولة إجمالا، والأسطول البحري السعودي على وجه التحديد وعليه تم الارتقاء بجودة أدائه وهو ما يستدرك بالبرهان الذي يجد نظيره الكثير في مسارات التفوق السعودي، أن تحصل المملكة على شهادة الجودة البحرية من قبل خفر السواحل الأمريكية التي تمثل الجهة الرسمية والمسؤولة عن ضمان السلامة والإدارة البيئية في الموانئ والممرات البحرية الأمريكية، فيما يعد إنجازا جديدا ومرحلة مهمة في تطور وتقدم الأسطول البحري للمملكة الذي يضم (426) سفينة تحمل علم المملكة.
حصول المملكة العربية السعودية على شهادة الجودة البحرية (USCG) للقرن الحادي والعشرين كأول دولة في الشرق الأوسط ومن بين 26 دولة فقط على مستوى العالم، يشكل تسهيلا لحركة مرور السفن السعودية في المياه الإقليمية والموانئ الأمريكية، وداعما لزيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقة الاقتصادية بين البلدين.. وهو إنجاز جديد ضمن إنجازات سطرها التاريخ بأحرف من ذهب في وطن يرتقي بجودة الحاضر ويصنع آفاق المستقبل.