قالت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية: إن الحزب الشيوعي الصيني يحتاج إلى التعلم من الحزب الثوري المؤسسي في المكسيك، إذا أراد ألا يلقى مصير نظيره السوفيتي.
وبحسب مقال لـ«هيبرتو ليماس فيليرس»، ربما يكون النهج الأفضل لفهم طول عمر الحزب الشيوعي الصيني هو النظر إلى الحزب الثوري المؤسسي(PRI) في المكسيك، الذي حكم البلاد دون انقطاع من 1928 حتى عام 2000.
أوجه التشابه
تابع الكاتب: على الرغم من وجود اختلافات في كيفية استيلاء الحزبين على السلطة، لا سيما استغلال الحزب الثوري المؤسسي للمكسيك كديمقراطية غير ليبرالية، توجد أوجه تشابه بينهما.
ومضى يقول: بدأ الحزب الشيوعي الصيني كحركة شعبية بدأها مثقفون فازوا بالسلطة فيما بعد بدعم من الفلاحين الريفيين.
وأضاف: لم يكن للحزب الثوري المؤسسي مثل هذه الأصول المتواضعة، لقد كان حزبًا أسسته نخبة سياسية تتطلع إلى توفير الاستقرار بعد عقدين من الحرب الأهلية والانقلابات والاغتيالات البارزة.
وتابع: كان الحزب ثوريا في البداية، نظرًا لدعمه للدستور المكسيكي لعام 1917 ودعم طبقة العمال والفلاحين، ومع ذلك، فقد كان له أيضًا توجه مؤسسي، نظرًا لأنه ركز على «تطور» محافظ بدلاً من ثورة واسعة النطاق.
ولفت إلى أن هذا يتناقض بشكل صارخ مع الحزب الشيوعي الصيني تحت قيادة ماو تسي تونغ، الذي سعى نحو فكرة «الثورة المستمرة» لحمايتها من القوى الرجعية المتصورة.
ومضى يقول: أدت جهود ماو إلى حدوث مجاعة وعمليات تطهير حتى أدى صعود دنغ شياو بينغ إلى إنهاء مشاعر الماويين داخل الحزب الشيوعي الصيني.
وأضاف: لكن على الرغم من اختلاف الأصول، تبنى الطرفان في النهاية موقفًا استبداديًا عامًا، هذا لا يعني أنهم لا يعتنقون أي أيديولوجية عامة لتبرير شرعيتهم.
انقسام حزبي
أشار الكاتب إلى أنه برغم أوجه الشبه، فقد الحزب الثوري المؤسسي السيطرة.
وتابع: في سبعينيات القرن الماضي، شهدت المكسيك اضطرابا اقتصاديا حادا، حتى أنها تخلفت عن سداد ديونها الخارجية، مما أدى إلى تقويض شرعية الحزب.
وأردف: في ظل الرؤساء التكنوقراطيين، اعتنق الحزب الثوري الدستوري الليبرالية الجديدة، لتؤدي الاختلافات الفئوية بين الليبراليين الجدد واليسار إلى انقسام حزبي في عام 1988 الحق أضرارا لا رجعة فيها بالحزب، مما أدى إلى خسائر بالمحافظات والمجلس التشريعي.
وأضاف الكاتب: في النهاية، خسر الحزب حكمه الذي دام 72 عامًا عندما فاز حزب العمل الوطني المعارض بالرئاسة في عام 2000.
وقال: في الصين، لم يقترب الحزب الشيوعي من فقدان قبضته على السلطة، ومع ذلك، فإن افتقاره للشرعية بما يتجاوز الأداء الاقتصادي والسياسة الخارجية يعني أن حكمه قد يكون أكثر هشاشة مما يفترضه معظم الناس.
واختتم بقوله: لكي يحافظ الحزب الشيوعي الصيني على حكمه، يحتاج إلى إصلاح ممارساته بشكل جذري للحفاظ على الشرعية.