@shlash2020
نظرا لما بدر مني من تغريدات لا تليق، فإني أعتذر عما بدر مني وأتعهد ألا تتكرر مثل هذه التجاوزات، طالبا العفو والمسامحة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
مثل هذه العبارة أو قريبا منها وقد يضاف لها «تنفيذا للحكم الصادر» تتكرر عبر موقع التواصل تويتر بين فترة وأخرى، ومع أن الاعتذار فضيلة، والاعتراف يهدم الاقتراف، إلا أن هذه الاعتذارات تحتاج إلى وقفة جادة ومراجعة لما أدى إليها، فالبعض لديه جرأة على الظلم والتعدي عجيبة، مع أن الظلم خسارة في الدنيا والآخرة ولا يمكن أن يفلح الظالم فهو خسارة دائمة كما قال رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار!»، أيضا في الاعتذار دليل على عدم القدرة على التحكم بالنفس، فالبعض عندما يتعرض لضغوط أو يرى ما لا يناسبه لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه فيكتب ما لا يليق ويضطر للاعتذار عنه في قادم الأيام، وهذا قد يقع فيما هو أخطر عندما يستفز، والبعض إمعة إن هاجم الآخرون هاجم وإن دافعوا دافع، ولا يدري فيما هاجم ولا عمن يدافع، بينما لو تأمل قليلا لعلم أن لا ناقة له ولا جمل.
إن ترك الذنب أيسر من التماس العذر، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إياك وما يعتذر منه»، وفي رواية: «انظر إلى ما تعتذر منه من القول والفعل، فاجتنبه» ولذلك يجب أن نكون أكبر عقلا وأكثر إدراكا كيلا نقع فيما نؤدب عليه ونحاسب، وبالمقابل مع هذا الانفتاح الإعلامي وضعف دور الرقيب وبالتالي تعجل المتعجلين نتمنى أن نكون أوسع صدرا وأحرص على تفعيل جانب الرحمة، قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أعقل الناس أعذرهم»، وقال جعفر بن محمد: «إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا قل: لعل له عذرا لا أعرفه».
أما من تكرر منه الظلم والتعدي فليؤدب حماية له وللمجتمع.