DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«خاركيف» تتصدر المشهد بين انتصار الأوكران وانسحاب الروس

موسكو: برلين تجاوزت «خطا أحمر» بمساعدة كييف عسكريا

«خاركيف» تتصدر المشهد بين انتصار الأوكران وانسحاب الروس
«خاركيف» تتصدر المشهد بين انتصار الأوكران وانسحاب الروس
الأوكران يوثقون سيطرتهم على بلدة «أوبتفكا» ودحر القوات الروسية من خاركيف (رويترز)
«خاركيف» تتصدر المشهد بين انتصار الأوكران وانسحاب الروس
الأوكران يوثقون سيطرتهم على بلدة «أوبتفكا» ودحر القوات الروسية من خاركيف (رويترز)

وجَّه السفير الروسي لدى ألمانيا، سيرجي نيتشايف، انتقادات حادة لبرلين بسبب توريدها أسلحة دفاعية لكييف لمواجهة الحرب الروسية، قائلا إنها تجاوزت الخط الأحمر، في حين قالت وزارة الدفاع ببلاده: إن قواتها تشن ضربات جوية في «خاركيف»، على القوات الأوكرانية؛ التي أعلنت أنها استعادت أجزاء واسعة من المنطقة بعد انسحاب الروس وهزيمتهم هناك.
وبفضل الدعم العسكري الغربي استعادت القوات الأوكرانية قواتها ونفذت هجوما مضادا على عدة جبهات جنوبا وشرقا، وحررت حوالي 500 كيلو متر مربع من الأراضي بجنوب البلاد في الأسبوعين الماضيين.
وانتقد السفير الروسي في ألمانيا ذلك الدعم، وقال في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية اليومية، التي نُشرَت، أمس الإثنين: «مجرد تسليم أسلحة فتاكة إلى النظام الأوكراني، والتي لا تستخدم فقط ضد الجنود الروس بل أيضًا ضد السكان المدنيين في دونباس، هو «خط أحمر» ما كان للحكومة الألمانية أن تتجاوزه».
وأشار السفير في ذلك إلى «المسؤولية الأخلاقية والتاريخية لألمانيا عن جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية».

تدمير علاقات

وذكر نيتشايف أنه في سياق الأزمة الأوكرانية دمرت الحكومة الألمانية العلاقات الثنائية الجيدة مع روسيا، مضيفًا «إنها تقوّض أيضًا عملية المصالحة بين الشعبين».
وذكر السفير أن ألمانيا تُعد إحدى القوى الدافعة وراء سياسة العقوبات الغربية ضد روسيا، منكرًا أن يكون لبرلين دور وساطة في الصراع.
يأتي هذا، في حين طالب زعيم حزب الخضر الألماني، أوميد نوريبور، بإرسال المزيد من شحنات الأسلحة إلى كييف في ضوء النجاحات التي حققتها أوكرانيا ضد قوات الغزو الروسي.
وقال نوريبور في تصريحات لصحيفة «أوجسبورجر ألجماينه» الألمانية الصادرة أمس الإثنين: «يجب أن نركز على احتياجات أوكرانيا من الإمكانيات، في الوقت الحالي، قبل حلول فصل الشتاء، يتعيَّن علينا دعم أوكرانيا في تحرير أكبر قدر ممكن من أراضيها هذا العام، جميع مَن في الحكومة يعلمون أنه يمكن عمل المزيد، لا ينبغي تسليم هذه الأسلحة في إطار التبادل الدائري فقط، بل أيضًا مباشرة من مخزونات الجيش الألماني وشركات تصنيع الأسلحة حيثما أمكن».
وطلبت كييف كلا من دبابات «ليوبارد 2» والمركبات القتالية «ماردر»، والتي يمكن أن توردها صناعة الدفاع الألمانية على الفور، إلا أن ديوان المستشارية في برلين لم يعط الضوء الأخضر لهذا بعد.
وتعارض وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت توريد أسلحة لأوكرانيا من مخزونات الجيش الألماني، وأشارت خلال تصريحات لمجلة «بوليتيكو» الإلكترونية إلى اتفاقية حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعزيز الجناح الشرقي، وقالت: «نحن الألمان نأخذ هذا الالتزام على محمل الجد، ولكن إذا أردتُ الإيفاء بهذا الالتزام، فيجب أن أكون قادرة على نقل العتاد إلى أوكرانيا، لدي الكثير من المعدات على الورق، ولكن عندما أنظر إلى الجاهزية التشغيلية، يبدو الأمر مختلفًا تمامًا».

قوات أوكرانية تنتشر في منطقة خاركيف بعد استعادتها من الروس والانفصاليين (رويترز)

منطقة خاركيف

إلى ذلك، قالت متحدثة باسم القيادة العسكرية في جنوب أوكرانيا، أمس الإثنين: إن القوات استعادت حوالي 500 كيلو متر مربع من الأراضي في جنوب البلاد في الأسبوعين الماضيين في إطار هجوم مضاد ضد القوات الروسية.
وقالت المتحدثة ناتاليا هومينيوك في إفادة صحفية عبر رابط فيديو «تقدمنا في قطاعات مختلفة بين أربعة كيلو مترات وعشرات الكيلو مترات، لقد حررنا مناطق تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 500 كيلو متر مربع»، فيما لم يتسن لـ«رويترز» التحقق من تصريحاتها بشكل مستقل.
من ناحيتها، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن القوات الروسية تشن ضربات جوية على القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، حسبما ذكرت وكالة الإعلام المملوكة للدولة.
ونشرت وزارة الدفاع، أمس الأول الأحد، خريطة تظهر أن قواتها قد تخلت عن كل منطقة خاركيف تقريبًا، بعد هجوم مضاد خاطف لأوكرانيا الأسبوع الماضي أجبر روسيا على التخلي عن سلسلة من معاقلها الرئيسية في الإقليم.
من جهتها، قالت السلطات الأوكرانية، أمس الإثنين: إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على أكثر من 20 موقعا خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك في ظل استمرار تقدمها السريع نحو الشرق.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير موقف «تحرير مناطق تخضع للاحتلال الروسي في منطقتي خاركيف ودونيتسك مستمر».
وجاء في تقرير الهيئة أن القوات الروسية تركت منطقتي فيليكيا بورلوك وفوريشنا، الواقعتين بشمال منطقة خاركيف. وفي ظل ضغط الهجمات المضادة الأوكرانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سحب قواتها من خاركيف مطلع الأسبوع، بعد أكثر من نصف عام من بدء الحرب.
وأرجعت الوزارة سبب الانسحاب إلى «إعادة تجميع» إستراتيجي للوحدات.

التقدم الأوكراني

وجاء في تقرير لاستخبارات الدفاع البريطانية، أمس الإثنين «في ظل التقدم الأوكراني، من المرجح أن تكون روسيا أصدرت أوامرها لجنودها بالانسحاب من منطقة خاركيف أوبلاست بالكامل غرب نهر أوسكيل».
وأضاف التقرير: «ما زالت هناك جيوب منعزلة من المقاومة، ولكن منذ يوم الأربعاء، استعادت أوكرانيا السيطرة على منطقة تبلغ مساحتها نحو ضعفي مساحة لندن الكبرى».
ويُعد السقوط السريع لـ«إيزيوم» في إقليم خاركيف أسوأ هزيمة عسكرية لروسيا منذ أن أُجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس.
وفي رسالة صوتية مدتها 11 دقيقة نُشرت على تطبيق «تيليجرام»، رفض الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين الذي كانت قواته في طليعة الحملة في أوكرانيا، خسارة «إيزيوم»، لكنه أقر بأن الحملة لا تسير وفق الخطة.
وقال قديروف: «إذا لم يتم إجراء تغييرات اليوم أو غدًا في إدارة العملية العسكرية الخاصة، فسأضطر للذهاب إلى قيادة البلاد لأشرح لهم الوضع على الأرض».
واتهمت أوكرانيا الجيش الروسي بمهاجمة البنية التحتية المدنية ردًّا على هجوم خاطف شنته القوات الأوكرانية في نهاية الأسبوع وأجبر موسكو على التخلي عن معقلها الرئيسي في منطقة خاركيف.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر في وقت متأخر من ليل الأحد: «ليست هناك منشآت عسكرية، الهدف هو حرمان الناس من الإنارة والتدفئة».
وتنفي موسكو تعمّد استهداف المدنيين.
وقال زيلينسكي: إن الهجمات الروسية تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في منطقتي خاركيف ودونيتسك، وانقطاع جزئي للتيار الكهربائي في مناطق زابوريجيا ودنيبروبتروفسك وسومي. وذكر ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن محطة كهرباء (سي. اتش. بي. بي-5) في خاركيف، وهي واحدة من أكبر محطات الكهرباء في أوكرانيا، تعرضت للقصف.

هجوم مضاد

وأوضح حاكم خاركيف، أوليه سينهوبوف، أنه تمت إعادة 80% من إمدادات الكهرباء والمياه إلى المنطقة بحلول صباح أمس الإثنين.
وقال أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: إن بلاده بحاجة لتأمين الأراضي التي استردتها ضد هجوم روسي مضاد محتمل على خطوط الإمداد الممتدة.
لكنه ذكر أن الهجوم تم بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعًا، واصفًا إياه بأنه «كرة ثلج تتدحرج من أعلى تل».
وتابع: «إنها علامة على إمكانية هزيمة روسيا».
وبعد مرور مائتي يوم على الحرب، أغلقت أوكرانيا، أمس الأول الأحد، مفاعل التشغيل الأخير في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لمنع وقوع كارثة مع احتدام القتال في مكان قريب منها.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالقصف حول محطة زابوريجيا، التي تسيطر عليها روسيا، مما يهدد بتسرب إشعاعي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إنه تم إصلاح خط طاقة احتياطي للمحطة، مما يوفر الكهرباء الخارجية التي تحتاجها لإغلاق المفاعل لمنع خطر وقوع أي حادث.
بينما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: إنه لا توجد مناقشات جارية حول إمكانية نزع السلاح من محطة الطاقة النووية، وهي إحدى التوصيات الرئيسية للوكالة الدولية بعد زيارتها زابوريجيا.
ورفض بيسكوف الرد على أسئلة حول حشد محتمل لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا.
ومن باريس، ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أبلغ بوتين في محادثة هاتفية بأن احتلال القوات الروسية للمحطة هو سبب تعرض أمنها للخطر، بينما ألقى بوتين باللوم على القوات الأوكرانية، وفقًا لبيان أصدره الكرملين.