تُوفيت الملكة إليزابيث الثانية يوم الخميس الماضي، الموافق 8 من سبتمبر 2022، عن عمر يناهز 96 عامًا بعدما جلست على عرش بريطانيا طوال 70 عامًا.
لكن جُثمان الملكة الراحلة لم يُدفن مباشرة، فهناك طقوس ومراسم ملكية تسبق عملية الدفن المُقرر لها يوم 19 من سبتمبر الحاليّ، فكيف يُحفظ الجثمان كل هذه المدة دون أن يتحلل؟
نعش خاص بالملكة إليزابيث الثانية
صُنع نعش الملكة إليزابيث الثانية قبل ما يزيد على 30 عامًا، من خشب البلوط الإنجليزي النادر، ومن الداخل جرى تبطينه بالرصاص، وهو تقليد ملكي للمساعدة في الحفاظ على الجثة فترة أطول بعد دفنها في سرداب.
يُقال إن الرصاص يجعل النعش محكم الإغلاق، ما يساعد على منع الرطوبة من الدخول، لكنه يجعله أثقل بشكل ملحوظ، يتطلب نعش الملكة ثمانية الرجال لتحريكه.
ويتطابق هذا النعش مع نسخة أخرى صُنعت لزوج الملكة الراحلة الأمير فيليب الذي تُوفي العام الماضي ودُفن جثمانه في سرداب، حيث ستدفن بجانبه قريبًا.
نعش الرصاص.. عادة ملكية
عادة ما يجري دفن أفراد العائلة المالكة الإنجليزية في توابيت مبطنة بالرصاص لأغراض الحفظ، وفقًا لصحيفة مترو، لأن الرصاص يحكم التابوت من الرطوبة، ما يؤدي إلى إبطاء التحلل لمدة قد تصل إلى عام كامل.
عندما توفيت الأميرة ديانا في عام 1997، احتوى نعشها أيضًا على هذه البطانة الخاصة، ولهذا كان يزن قرابة ربع طن.
وقد اتَّبع النبلاء الإنجليز هذا التقليد لمدة أربعة قرون على الأقل، إذ تشير سجلّات وستمنستر آبي إلى أن إليزابيث الأولى وتشارلز الثاني دفنا في توابيت مبطنة بالرصاص أيضًا، بالإضافة إلى نبلاء مثل السير فرانسيس دريك وفنانين مرموقين مثل جورج فريدريك هاندل.
الرحلة الأخيرة لنعش الملكة إليزابيث
ظهر نعش الملكة إليزابيث الثانية لأول مرة يوم الأحد، مغطّى بالعلم الملكي الاسكتلندي وأكاليل من الزهور التي كانت الملكة الراحلة تُفضلها وتزرعها في حديقتها.
استراح ليلة الأحد في قصر هوليرود هاوس في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة، ثم نُقل يوم الإثنين في موكب يضم الملك تشارلز الثالث وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة، إلى كاتدرائية سانت جايلز في رويال مايل، حيث سيبقى لمدة 24 ساعة.
وبعد ذلك يسافر على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي إلى لندن، قبل أن سيُسجَّى الجثمان في قصر باكنجهام قبل نقله إلى وستمنستر هول يوم الأربعاء.