أكد وزير حقوق الإنسان اليمني أحمد عرمان، أن الحكومة اليمنية أوفت بكل التزاماتها وفقا لاتفاق الهدنة، بينما تستمر ميليشيات الحوثي في رفض تنفيذ التزاماتها وارتكاب اختراقات بالعشرات يوميا، مطالبا المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية في التوضيح للمجتمع الدولي تعنت الحوثيين وموقفهم الرافض لأي جهود لعملية السلام في اليمن منذ سنوات.
تضليل الحقيقة
وقال الوزير اليمني في تصريحات خاصة لـ (اليوم): إن الحكومة وافقت على الهدنة من أجل تخفيف معاناة اليمنيين، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، رغم الإدراك المسبق أن الحوثيين سيستغلون الهدنة والتسهيلات في مطار صنعاء، وميناء الحديدة، لأغراض إرهابية، وأوضح أن الميليشيا سخرت العائدات المالية لخدمة مجهودها الحربي بدلا من صرف مرتبات الموظفين المدنيين في مناطق سيطرتها.
وطالب المجتمع الدولي بأن يكون موقفه واضحا وجادا من الحوثيين كجماعة إرهابية تقوض كل جهود تحقيق الأمن والسلام لليمن والمنطقة والعالم، وأن يتعامل معهم على هذا الأساس، وحذر الميليشيا الحوثية من استغلال المرونة والتنازلات التي تقدم من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي لخدمة أهداف وسياسات إيران في اليمن والمنطقة، وألا يمارس مزيدا من الابتزاز لبعض الموظفين الدوليين الذين يسهمون في التضليل على حقيقة الأحداث.
قلق أممي
وفي سياق آخر، ندد مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر من مساء الإثنين، بهجمات ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، الأخيرة على محافظة تعز، والاستعراض العسكري الأخير للميليشيات في محافظة الحديدة.
ودعا مجلس الأمن في بيان له حول اليمن، إلى وضع حد لجميع أشكال الاستعراضات العسكرية التي تنتهك اتفاق الحديدة، كما أعرب عن قلقه إزاء عدم إحراز تقدم في فتح طرق تعز، بما يتماشى مع مقترحات الأمم المتحدة الأخيرة، وكرر دعوته للحوثيين للعمل بمرونة في المفاوضات وفتح طرق تعز الرئيسية على الفور.
تهديد أمن الطاقة
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، إن النظام الإيراني لا يبدي أي اكتراث بمساعي وجهود التهدئة في اليمن والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين.
وأوضح الأرياني أن نظام طهران حوَّل جغرافيا اليمن الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي إلى منصة لاستهداف دول الجوار؛ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومهاجمة السفن التجارية في الخطوط الملاحية الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وتهديد أمن الطاقة، العمود الفقري لاقتصاد العالم.
وأشار الأرياني إلى أن ميليشيا الحوثي صعدت هجماتهم الإرهابية مطلع 2022، فشنوا هجوما في 20 مارس، استهدف محطة توزيع المنتجات البترولية لشركة أرامكو في جدة، وسلسلة هجمات استهدفت محطة توزيع أرامكو في جيزان، ومصنع أرامكو للغاز المسال في ينبع، وفي 17 و24 يناير، استهدفوا منطقة المصفح الصناعية وقاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي.
محاولات فاشلة
وأضاف: هذا التصعيد لم يقتصر على الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في دول الجوار، ففي 3 يناير، اعترف الحوثيون باختطافهم سفينة إماراتية «روابي» في المياه الدولية قبالة السواحل اليمنية، وفي مارس، أعلن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية تدمير 106 زوارق مفخخة «مسيرة» كانت مجهزة لتنفيذ هجمات إرهابية في البحر الأحمر وباب المندب.
منوها إلى أن هذا التصعيد جاء بالتزامن مع رفع إيران وتيرة تصدير الأسلحة والتقنيات للحوثيين، حيث صادرت البحرية الأمريكية 9000 قطعة سلاح في 2021، وشملت صواريخ أرض جو وأجزاء من صواريخ كروز كانت في طريقها للحوثيين، كما أعلنت البحرية البريطانية في يوليو الماضي، اعتراضها شحنة أسلحة إيرانية من زوارق سريعة، بما في ذلك صواريخ أرض جو ومحركات لصواريخ كروز.
وأكد الأرياني أن الهجمات المتصاعدة كشفت عن تطور القدرات التسليحية للحوثيين، ومدى صواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة التي يتم تركيبها وتشغيلها بإشراف خبراء من إيران وحزب الله اللبناني، وكيف استغل الحوثيون موارد إيران ودعمها التحول من جماعة متمردة في صعدة إلى ذراع عسكري يشن حروبا بالوكالة في المنطقة.