المرحلة التي تصل فيها إلى حاجتك لشعور استفراغ جميع ما تخزنه ذاكرتك كي لا تشعر بالألم.. هي مرحلة ألم الفقد..
شعور الفقد وارتباطه بذكريات جميلة يجعل شعور الألم مضاعفا لكل مرحلة نفقد فيها إنسانا لأنه ارتبط معك بمشاعر..
ولكن من المهم أن نمر بمرحلة ألم حتى ننضج ويرشدنا لطريقة صحيحة بالتعامل معه ونبقي أنفسنا في دائرة الحماية وجدار الحصانة النفسية.
نتذكر ما مررنا به ويعطينا درع حماية حتى لا نقع بنفس الخطأ للتعامل مع مرحلة الألم.
ارتباط الألم بالذاكرة علاقة طردية أي كلما كان الموقف صعبا وقاسيا على الشخص كانت درجة تثبيته بالذاكرة أكثر.. وتختلف الذاكرة من شخص إلى آخر فبعض الأشخاص يتذكرون هذه المواقف المؤلمة ولا ينسونها والبعض الآخر ينسى بسرعة. ويرتبط هذا بطبيعة الشخصيات والأفراد فبعضها حساس ويتأثر ويحزن والبعض لا يتأثر ولا يشعر..
والسؤال هنا كيف أتعامل مع هذا الألم بطريقة صحيحة؟
هناك بعض المهارات التي ذكرت من قبل العلماء وتسمى برأس المال النفسي الإيجابي (positive psychological capital)
ومنها:
١ - الأمل hope
٢- التفاؤل optimism
٣- الكفاءة الذاتية self efficacy
٤- المرونة النفسية resilience
وهذا التساؤل يصل بنا إلى أن التوكل في أمورنا لرب العالمين والصبر على ما نكره وأن جميع مقاديرنا مكتوبة من الله لحكمة نجهلها خلفها الكثير من الخير، وأن التوكل هو أصل مراتب العبادة يقول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).
ولو آمنا جميعنا بحديث (يا غلام ! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام ورفعت الصحف).
الراوي: عبدالله بن عباس وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن جعفر | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع، لوصلنا إلى مرحلة اليقين والسلام والأمان أن كل ما يصيبنا من الله ما هو إلا خير ونؤمن بالقدر خيره وشره سوف نصل إلى مستراحنا من الهموم والمتاعب والكثير من الذل للمخلوقين فنتحلى بالتوكل على الله ورجاء ما عنده، لأن المؤمن يعلم أن الله يعلم كل ما كان، وما هو كائن وما سيكون، وذلك مكتوب عنده في اللوح المحفوظ.
Majda_anazy