* "بالنظر إلى أن الصين هي أكبر دولة تجارية، حيث تعتبرها حوالي 125 دولة أكبر شريك لها، فربما يتمكن اليوان من اقتناص الصدارة العالمية، خاصة في مشتريات النفط والغاز وأنواع الوقود الأخرى".
تتوقع مجموعة متزايدة من المحللين العالميين تصدر اليوان الصيني للمشهد خلال العقود المقبلة كعملة احتياطية عالمية رئيسية، إلى جانب - أو بديلاً عن الدولار الأمريكي، وستكون البداية بحسب وجهة نظرهم من مشتريات الطاقة، حيث تسمح مزيد من الدول للصين بشراء احتياجاتها من مختلف أنواع الوقود باستخدام عملتها المحلية بدلاَ من اللجوء لمنافستها الأمريكية.
في هذا السياق، قالت صحيفة "إيشا تايمز" العالمية، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إن هناك الكثير مما يمكن قوله عن اليوان كبديل للدولار، فعلى الرغم من استمرار التحديات تم الترويج لليوان، أو الرينمينبي، كمنافس ليصبح عملة احتياطي عالمية رئيسية على قدم المساواة مع الدولار، متجاوزاً سلة من العملات الأخرى مثل اليورو والين والجنيه الإسترليني.
وبالنظر إلى أن الصين هي أكبر دولة تجارية، حيث تعتبرها حوالي 125 دولة أكبر شريك تجاري لها، فربما يتمكن اليوان من اقتناص الصدارة بالفعل، خاصة في مشتريات النفط والغاز وأنواع الوقود الأخرى.
فوائد التبديل
وبلغت قيمة تجارة الصين حوالي 6 تريليونات دولار أمريكي في عام 2021، وفقًا للإدارة العامة للجمارك في البلاد. وإذا وافقت الصين وشركاؤها التجاريون على استخدام عملاتهم الخاصة في المعاملات الثنائية، فإن الطلب على اليوان سيكون فلكيًا، وسيؤدي هذا إلى تسريع اليوان ليصبح عملة احتياطية عالمية رئيسية.
وفي الواقع، فأن كون اليوان عملة عالمية رئيسية أو يعمل كبديل للدولار ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، حيث يمكن للشركاء التجاريين الذين يستخدمون عملات بعضهم البعض للتسويات الاستثمارية والصفقات الأخرى تقليل تكاليف المعاملات، وخفض تقلبات أسعار الصرف وتجاوز العقوبات الأمريكية، على سبيل المثال.
وكان للعقوبات ضد الدول التي تعتبر "غير صديقة" للولايات المتحدة تأثير مدمر ليس فقط على البلدان المستهدفة، ولكن أيضًا على الاقتصادات العالمية بأسرها، بما في ذلك اقتصاد أمريكا الذي يعاني من التضخم الأعلى منذ 4 عقود، بعد قيام الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والآسيويين بفرض عقوبات على روسيا لغزوها أوكرانيا.
تأثير العقوبات
ولا تؤدي العقوبات القاسية إلى شل الاقتصاد الروسي فحسب، بل تضر أيضًا بالاقتصادات الأخرى، بما في ذلك تلك التي عاقبت روسيا بنفسها، حيث ارتفعت أسعار النفط والغذاء إلى مستويات عالية، مما يهدد بحدوث ركود عالمي. ودفعت تلك العقوبات روسيا لإقرار اليوان كعملة رسمية لمشتريات الطاقة منها.
من الجدير بالذكر أيضًا أن حوالي 70 بنكًا مركزيًا حول العالم احتفظت باليوان في محافظ احتياطياتها من العملات الأجنبية في عام 2019، وفقًا لبنك الشعب الصيني، وهو المصرف المركزي في البلاد. ومن المؤكد أن هذا الرقم سيتوسع مع استمرار نمو الاقتصاد الصيني. كما أن هناك عامل آخر يدفع الدول للاحتفاظ باليوان وهو الخوف من أنها قد تكون الهدف التالي للعقوبات الأمريكية.