@shlash2020
كم مقدار الحب الذي تمنحه لأبنائك؟
وكم الوقت الذي تقضيه في الاستراحة مقارنة بالوقت الذي تقضيه مع أولادك؟
زار أعرابي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما، فلما أخذ مجلسه واستقر به المقام، أقبل الحسن بن علي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرحب به الرسول وضمه إلى صدره وقبله بين عينيه، فتعجب الأعرابي من فعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعطفه الغامر وحنانه الدافق، ولم يقدر أن يستر دهشته، وقال: والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبّلت واحدا منهم قط! فقال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك».
أبناؤنا خصوصا في هذا الزمن الذي نافستنا على تربيتهم الأجهزة وما تحويه يحتاجون المزيد من الحب والمزيد من الوقت، فكل دقيقة تصرفها من أجل أولادك ليست خسارة بل هي استثمار في أعز شيء نملكه، وهم امتدادنا وبقاء ذكرنا في حياتنا وبعد مماتنا، وإذا رحل الإنسان عن هذه الحياة استمر عمله ببركة الولد الصالح الذي يدعو له.
اليوم بعض البنات في غرفهن المشجعة على الوحدة، فالتلفاز موجود والثلاجة موجودة ودورة المياه من ضمن الجناح، وبالتالي قد يمر اليوم ولا ترى أهلها ولا يرونها!
هل هي وحدها؟!
أبدا ليست وحدها، فلو كانت وحدها خرجت، ولكن معها - في معظم الأحيان- سفهاء وسفيهات الشرق والغرب، وتخيل ماذا يقدمون وما يصنعون، وفي معظم الأحيان بقلوب خاوية، فيطرحون ويتمكنون.
عندما كنا صغارا، كنا نخرج من المدرسة فنجد والدينا بانتظارنا لنحدثهم عما جرى لنا، ونتغدى معا، وقهوة العصر لا يمكن أن يغيب عنها أحد، وأيضاً العشاء، ونجلس بعد العشاء مع بعضنا، فنشأت أسر مترابطة محبة بلا مشاكل ولا أمراض نفسية.
ولذلك نحتاج في وسط ضغوط هذه الحياة أن نرتّب أولوياتنا ونعيد النظر في كثير مما يسرق وقتنا، ونخصص وقتا محددا لفلذات أكبادنا ومصدر فخرنا ونجاحنا الحقيقي.
من كلمات الإمام علي رضي الله عنه في وصيته لابنه الحسن رضي الله عنه: وجدتك بعضي، بل وجدتك كلي، حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي، فكتبت إليك كتابي مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت.