@salehsheha1
هناك مثل، دائماً ما يتردد على الألسنة يقول: (النبي قبل الهدية)، يتم قوله، حينما يريد من يقوم بتقديم الهدية أن تقبل هديته، ولا يتم رفضها. بمعنى أنه يريد القول لمن يرفض هديته، كيف أن يقبل النبي الهدية وترفض أنت ذلك؟، كيف لا تريد أن تقتدي بفعل رسول الله؟.
بالفعل، ما يتم قوله، حدث بالفعل، ولكن ليس معنى ذلك، أنه حينما يقوم شخص ما بإهدائك هدية ظاهرها الخير وباطنها الشر، أنه لابد من قبولها، لأن المثل يقول إن النبي قبل الهدية.
صحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة»، وفي رواية أخرى تم فيها ذكر خبر الشاة المسمومة التي أهدتها اليهودية من خيبر للنبي وقد أكل منها.
كما روي البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تهادوا تحابوا»
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها» (رواه البخارى).
ولكن رغم كل ما سبق، ليس معنى ذلك، أنه يجب عليك أن تقبل كل ما يهدي إليك، فهناك هدايا قد يقوم البعض بإهدائها إليك كي يستفيد فيما بعد منك بعد أن تقوم بالتعود عليها، أو أنه يقصد بذلك مصلحة منك تستطيع أنت من خلال منصبك أن تفعلها، وهذه الهدية بالطبع لها اسم آخر، ألا وهو (الرشوة).
إذن يجب عليك أن ترفض الهدية حينما تشعر أن المقصود من ورائها أمر خبيث.
لقد رفض النبي سليمان عليه السلام الهدية من بلقيس ملكة سبأ. ليس لأنه يختلف هديه عن هدى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن لأنه علم أن ملكة بلقيس قد بعثت له بهذه الهدية لاستمالة قلبه وإثنائه على دعوته لها ولقومها للإسلام، قال تعالى: {وَإِنِّی مُرۡسِلَةٌ إِلَیۡهِم بِهَدِیَّةࣲ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ یَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} { فَلَمَّا جَاۤءَ سُلَیۡمَـٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالࣲ فَمَاۤ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَیۡرࣱ مِّمَّاۤ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِیَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ}ّ
باختصار، اقبل الهدايا بعد تفكير، فقد تتسبب الهدايا في حزنك بعد فرحك.