بعد أسبوع من المكاسب السريعة في الشمال الشرقي، سعى المسؤولون الأوكرانيون إلى تخفيف سقف التوقعات، بأنهم قد يواصلون التقدم بتلك الوتيرة، قابل ذلك إشادة من أمين عام حلف شمال الأطلسي بانتصارات قوات كييف، لكنه لفت إلى أن هذا لا يعني «بداية نهاية الحرب».
وقال الأمين العام لـ «ناتو» ينس ستولتنبرج، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»: من المشجع جدا بالطبع أن نرى أن القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على استعادة الأراضي، وكذلك شن ضربات خلف الخطوط الروسية.
وأضاف: «وفي الوقت نفسه، إننا بحاجة لفهم أن هذه ليست البداية لنهاية الحرب، علينا أن نكون مستعدين لفترة طويلة».
ولم يعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علانية بعد على الانتكاسة التي مُنيت بها قواته في ميدان المعركة هذا الشهر، ويقول مسؤولون أوكرانيون: جرت استعادة 9000 كيلومتر مربع، أي ما يعادل تقريبا مساحة جزيرة قبرص.
وتشن أوكرانيا أيضا هجوما واسعا لاستعادة الأراضي في الجنوب، حيث تسعى لمحاصرة الآلاف من القوات الروسية الذين انقطعت عنهم الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة خيرسون، المدينة الكبيرة الوحيدة التي تحافظ موسكو على سيطرتها عليها منذ بداية الحرب.
ومن واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 600 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل أنظمة الصواريخ عالية الحركة «هيمارس» وذخيرة مدفعية. وأرسلت الولايات المتحدة حوالي 15.1 مليار دولار في صورة مساعدات أمنية إلى كييف، منذ انطلاق الحرب الروسية في 24 فبراير.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون أوكرانيون أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم 440 جثة، معظمها لمدنيين، في بلدة «إيزيوم» بشمال شرق البلاد التي تمت استعادتها من القوات الروسية، ووصفوا ذلك أنه دليل على جرائم حرب ارتكبها الروس في المناطق التي احتلوها لشهور.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور فجر أمس الجمعة: «روسيا تترك الموت وراءها في كل مكان، ولا بد من تحميلها المسؤولية». يأتي هذا في الوقت الذي نشرت فيه وكالة الإعلام الروسية الحكومية مقطع فيديو يظهر تصاعد الدخان من مبنى الإدارة الذي تسيطر عليه موسكو في خيرسون، بعد ما يبدو أنها هجمات صاروخية أوكرانية.
وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس المنطقة المعين من جانب روسيا، للتلفزيون الحكومي: «إن أحد أجنحة المبنى قد دُمر عمليا، وإن هناك قتلى وجرحى، إلا أنه من المبكر تحديد عددهم»، في حين لم يعلق المسؤولون الأوكرانيون على الفور.
وأوضح المسؤولون الأوكرانيون أن القوات الروسية التي فرت من منطقة خاركيف تتموضع حاليا وتخطط للدفاع عن الأراضي في منطقتي لوجانسك ودونيتسك المجاورتين.
وفي الشرق، ذكرت وكالات أنباء روسية، أن المدعي العام للإدارة الانفصالية الموالية في لوجانسك ونائبه لقيا حتفهما جراء انفجار في مكتبيهما، كما أبلغت موسكو عن ضربات عبر الحدود في منطقة بيلجورود.