@ma_alosaimi
الذين يبيعون الحلم أو الأحلام على الغلابة والمحتاجين لا حصر لهم، سواءً أكانوا أفراداً أم مؤسسات تجارية وإعلامية. البسطاء مداخيلهم شحيحة وجيوبهم مثقوبة بسبب متطلبات الحياة المعاصرة ولوازمها الصعبة والمرهقة. ولذلك يجد بائعو الأحلام ضالتهم في هؤلاء البسطاء، الذين تدفعهم ظروف حاجتهم وفقرهم لركوب موجة الكسب السريع.
وما دام البائع، فرداً أو مؤسسة، بلا ضمير و(ما يخاف الله) سيظل يشفط ما في جيوب هؤلاء الفقراء الحالمين، من خلال الاتصالات ورسائل sms، إلى آخر قطرة أو آخر قرش.
نحن لا نعرف، على وجه التحديد، قدر مكاسب مروجي وبائعي الأحلام، لكنها تقدر بمئات الملايين، في مقابل الملاليم التي يقدمونها كجوائز لواحد أو اثنين من ملايين المتصلين والمشاركين بوسائل اتصال مختلفة.
والأدهى والأمر أن بائع الحلم، أو بائع الوهم، إذا قدم جائزة ضحك على دقون الجماهير بما ستغطيه هذه الجائزة من حاجات ومشتريات، فهي تسدد ديونا، وتشتري بيتا، وتُزوج الأولاد، وتبني عمارة استثمارية!! وهذا طبعاً من باب دغدغة العواطف المادية، وجذب مزيدٍ من المشترين للأوهام.
علينا أن نعيد النظر في هذه الممارسات، وأن نمنعها بالقدر الذي نتحمل فيه مسؤولياتنا تجاه الناس، الذين ينساقون خلف الإغراءات والوعود المادية والدعايات المغشوشة. ما يدفعه الفقير خلف السراب، وأحلام الملايين، أولاده أولى به.