@salemalyami
الموت والحياة حتى للأشخاص يغير ويؤثر في حياة، ومستقبل الدول سواء كانت تلك الدول من فئة الدول الكبيرة ذات التأثير والنفوذ الدوليين والتاريخ العريق في صناعة التاريخ والعلاقات الدولية أو كان الحدث على مستوى الدول الصغيرة والقليلة التأثير والفقيرة في التاريخ والبعد الحضاري. في بريطانيا أو المملكة المتحدة جاء رحيل الملكة إليزبيث الثانية قبل أيام قليلة إشارة على حالة من التغيير، هذا التغيير ربما يطال أشياء كثيرة في هذه البلاد المحافظة بمعنى ذات الالتزام بالتقاليد أكثر من غيرها، رحيل الملكة وتسمية ولى العهد ابنها الأمير تشارلز، الذي أصبح منذ وقت قصير الملك تشارلز الثالث هو في أغلب التقديرات العلامة الأبرز على التغيير بمعنى بداية مرحلة أو عهد جديد، وغالباً ستكون التغييرات في النواحي الشكلية اللصيقة بالشكل والمظهر العام في بريطانيا ويعتقد أن التغيير سيطال بعض الرموز المهمة مثل النشيد الوطني والعملة الورقية والمعدنية وبعض الطقوس الخاصة بالعائلة المالكة وعلاقتها البروتوكولية المحددة سلفاً إما بالدستور أو بالتقاليد المرعية منذ عقود طويلة، الملك تشارلز الثالث من أكثر أولياء العهود في التاريخ البريطاني، الذي انتظر لحظة استلام الملك والتنصيب، حيث كان ولياً للعهد منذ خمسينيات القرن الماضي أي في الوقت تقريباً، الذي توجت فيه السيدة والدته ملكة للتاج البريطاني. تقول المصادر التاريخية إن العائلة المالكة البريطانية تولى منها إلى الآن ثلاثة ملوك يحملون اسم تشارلز وهذا متناقل بين البريطانيين ويشكل جزءا من نظرتهم للعائلة الملكية تشارلز الأول وابنه تشارلز الثاني، والاثنان كانت فترة حكمهما فيما بين العامين 1646 إلى 1679 وتنقل الروايات أن الرجلين، خاصة الأول كان على خلاف مع السياسيين البريطانيين وكان كثيرا ما يتجاوز الدستور، وكان ابنه الذي خلفه على ذات الخلق والسيرة أي أن علاقاته بالمحيط القريب منه لم تكن على ما يرام لذا اغتيل أحدهما، ونفي الآخر وفي بريطانيا وكجزء من الثقافة السياسية الشعبية الخاصة بعلاقة الناس بالأسلوب الرمزي في نظرتهم للعائلة الحاكمة أو الملكية يرون أن كان من البحث عما يسمى بحسن الطالع كان يتوجب على الأمير تشارلز البحث عن اسم بديل تلافياً للنحس أو الطالع السيئ رغم أن السياسة والعمل السياسي، خاصة الرمزي مثل دور الملك البريطاني لا يتوجب كل ذلك. الملك تشارلز يواجه أول تحدٍ هو تحدي السن أو العمر، حيث إن الرجل الآن في السادسة والسبعين من عمره وعلى الرغم من الواجبات الرمزية والشرفية، التي يوكلها له الدستور إلا أن للسن أحكامها، وهذه سن يقل فيها العطاء لدى البشر بشكل طبيعي. وما يتردد من ثقافة الناس في بريطانيا، خاصة في الصحافة، التي تريد الخوض في كل شيء، الحديث عن أم مرحلة آل إليزبيث قد انتهت أو شارفت على النهاية، وأن الدور قادم على المرحلة الجديدة، التي يسميها البعض مرحلة آل ديانا، حيث إن ولي العهد الحالي هو الابن الأكبر للراحلة الأميرة ديانا سبنسر. وتقول بعض الروايات المنتشرة بين البريطانيين إنه عندما تم الانفصال الرسمي بين ديانا والأمير تشارلز في العام 1997 أعفيت ديانا من لقب صاحبة السمو الملكي، فقال لها أحد أبنائها وربما هو ولي العهد الحالي ما معناه لا تقلقي يا أمي عندما أصبح ملكاً سأمنحك اللقب من جديد. وجاء الموت ورحلت ديانا، ورحلت الملكة الأم، وبقيت بريطانيا الجديدة تكافح بملكها الجديد مصاعب الداخل والخارج.