في غابات مدينة إيزيوم الأوكرانية، خيَّمت رائحة الموت على الأجواء مع بدء عملية استخراج جثث جماعية، كشفت الأرض عن أسرارها بعشرات الجثامين، وسط اتهامات لروسيا بارتكاب جرائم قتل جماعية.
حفر عمال خدمة الطوارئ نحو 100 حفرة بحثًا عن القبور، لتحديد سبب وفاة مئات الأشخاص الذين دُفنوا فيها، بعدما تقدمت القوات الأوكرانية في هذه المناطق على حساب الجيش الروسي وحرَّرت المدينة.
تعذيب قبل القتل
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن المحققين اكتشفوا أدلة جديدة على استخدام التعذيب ضد بعض الجنود المدفونين بالقرب من إيزيوم، وهي واحدة من أكثر من 20 بلدة استُعيدت في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، بعد تقدم خاطف للقوات الأوكرانية في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف زيلينسكي في خطاب بالفيديو إن السلطات عثرت على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 17 جنديًا في إيزيوم، وقال إن بعضها يحمل آثار تعذيب.
السكان يبحثون عن أقاربهم
يبحث سكان إيزيوم عن أقاربهم القتلى في مقبرة غابة اكتُشفت الأسبوع الماضي، وحيث بدأ عمال الطوارئ استخراج الجثث، لم يجر بعد تحديد أسباب وفاة من كانوا في موقع المقبرة، على الرغم من أن السكان يقولون إن بعضهم مات في غارة جوية.
وقال مسؤولون أوكرانيون الأسبوع الماضي إنهم عثروا على 440 جثة في الغابات بالقرب من إيزيوم، وأكدوا أن معظم القتلى من المدنيين، وأن الموقع أثبت أن الغزاة الروس ارتكبوا جرائم حرب إذ احتلوا المنطقة لشهور.
جثامين مقيدة اليدين
وقال أولكسندر إلينكوف، رئيس مكتب المدعي العام لمنطقة خاركيف: "إحدى الجثث التي عُثر عليها بها آثار رباط وحبل حول الرقبة ومقيّدة اليدين"، مضيفًا أن هناك علامات لأسباب وفاة عنيفة لجثث أخرى، لكنهم سيخضعون لفحص الطب الشرعي، حسبما صرَّح لوكالة رويترز.
وقال فاليري مارشينكو، عمدة إيزيوم، إن أعمال البحث ستستمر لأسبوعين آخرين، وهناك عديد من المدافن، ولم يجر العثور على مدافن جديدة حتى الآن، لكن الخدمات تبحث عن مدافن محتملة.
بماذا ردَّت روسيا؟
تنفي موسكو بانتظام ارتكاب فظائع في الحرب أو تعمد مهاجمة المدنيين، ولم يعلق الكرملين علنًا على اكتشاف المقابر.
وقال بوتين إن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرَّضت قواتها لمزيد من الضغوط، ما أثار مخاوف من أنها قد تستخدم في وقت ما وسائل غير تقليدية مثل الأسلحة النووية أو الكيماوية الصغيرة.
كانت أوكرانيا قد شنت هجومًا كبيرًا لاستعادة الأراضي في الجنوب، إذ تأمل في محاصرة آلاف القوات الروسية التي قطعت إمداداتها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادت السيطرة على خيرسون، وهي المدينة الأوكرانية الكبيرة الوحيدة التي استولت عليها روسيا على حالها منذ بداية الحرب.