قال موقع «آسيا تايمز» إن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا تمهد الطريق لهيمنة الصين على أوراسيا.
وبحسب مقال لـ«ستيفان وولف»، بالنظر إلى النكسات العسكرية الهائلة التي عانى منها الرئيس الروسي خلال الأسابيع القليلة الماضية في أوكرانيا، فهذا مؤشر آخر على أن روسيا لم تعد قادرة على التظاهر بأن أفعالها لن يكون لها تأثير على أقرب حلفائها.
تعطل التجارة
مضى يقول: استفادت الصين من واردات النفط والغاز الروسية المخفضة، لكن طرق التجارة البرية الرئيسية إلى أوروبا، عبر كازاخستان وروسيا، تعطلت.
وأضاف: يجب أن يؤثر التضخم المتزايد في جميع أنحاء العالم واحتمال حدوث ركود عالمي أيضًا على الاقتصاد الموجه للتصدير مثل الصين.
وتابع: قد تقدر بكين، من الناحية السياسية، الضغط الذي يمارسه ابتزاز موسكو للطاقة على الغرب، لكنها من الناحية الاقتصادية فضلت دائما الاستقرار بالاقتصاد العالمي.
مخاوف صينية
لفت الكاتب إلى أن اعتراف بوتين بمخاوف الصين من الحرب يشير أيضًا إلى اعتماده المتزايد على بكين وعدم ارتياح الكرملين الناجم عن ذلك.
وأضاف: مع العقوبات الغربية التي تقطع روسيا فعليًا عن التكنولوجيا التي تمس الحاجة إليها، تعد الصين واحدة من القوى الاقتصادية القليلة التي يمكنها بشكل واقعي أن تتدخل في هذا الانتهاك وتزود روسيا بها.
وتابع: بالمثل، بعد أن أثبتت العقوبات الثانوية فعاليتها بشكل معقول، تعد الصين واحدة من الأسواق القليلة للموارد الطبيعية الروسية على المدى الطويل، وإن كان ذلك بأسعار مخفضة للغاية.
تغير ميزان القوى
يقول الكاتب: إن تركيز روسيا على أوكرانيا واختيار بوتين لتصوير ذلك على أنه صراع حضاري مع الغرب قد خلق فرصًا للصين لتعزيز نفوذها في أماكن أخرى على حساب روسيا.
وأردف: حقيقة أن الرئيس شي جين بينغ يمكن أن يظل رجل دولة ويتحدث عن استعداد الصين للعمل نحو الاستقرار العالمي، بينما يتعين على روسيا أن تعترف بأن لدى الصين مخاوف بشأن أحد أسباب عدم الاستقرار التي يتحسر عليها شي، يجب أن يكون مهينًا لبوتين.
وأوضح أن هذه علامة عامة على تغير ميزان القوى بين روسيا والصين، مشيرا إلى أن هذا ليس أكثر وضوحًا في أي مكان مما هو عليه في آسيا الوسطى؛ وصعود منظمة شنغهاي للتعاون.