@malanzi3
نحتفل، بعد أيام، بذكرى اليوم الوطني وبملحمة تاريخية، تحققت بكفاح البناة الماجدين بقيادة زعيمهم الفذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله، الذي قاوم الصعاب وأدار الظروف بكفاءة وحنكة وإصرار وصبر وشجاعة، وتحمل ورجاله الأخطار كي ننعم بهذا الوطن الأبي القوى العزيز.
الملك المؤسس جالد الظروف ليوحد وطنا شاسعا بمساحة قارة، وأيضا ليبني دولة حديثة وثقافة المواطنة، ويحول الولاء للمنطقة والقبيلة إلى ولاء للوطن. وهذا تحول مهم لم يحدث في جزيرة العرب منذ نحو 1300 عام. فبعد انهيار الدولة الأموية عام 132هـ (662م) اختطف الفرس الدولة العباسية ليصفوا حسابات عنصرية مع العرب. وبعد أن ضعف الخلفاء العباسيون زاد الأمر سوءا إذ سيطر على المشهد العجم، الفرس ثم الأتراك والمماليك، فجرى تهميش خبيث لجزيرة العرب وقبائلها. ثم وطد سلاطين بني عثمان السوء بتهميش منهجي متعمد وتركوا جزيرة العرب نهبا للنزاعات القبلية والأمراض والفقر.
ومثل قيام الدولة السعودية الأولى 1157هـ (1818م) أملا للأمة العربية بالنهوض والانعتاق من ظلمات التهميش، إلا أن الهلع أصاب السلاطين العثمانيين خشية أن تنتزع منهم الدولة السعودية الخلافة، فسارعوا للقضاء على الدولة العربية، واستجابوا لابتزاز والي مصر محمد علي، الذي طلب تمويلات واسعة، فأغدقوا عليه الأموال والجنود والعتاد. ولم تساعده تمويلات العثمانيين وحدها، بل تحالفت معه الظروف، إذ توفي الزعيم القوي الفذ للدولة السعودية الأولى الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود عام 1229ھ (1814م). وبوفاته ضعفت الدولة ومقاومتها فانتصرت جيوش محمد علي عام (1818م). ولم تلتزم جيوش العثمانيين باتفاق التسليم، فارتكتب جرائم قتل وتهجير ودمرت العاصمة الدرعية تدميرا حاقدا، وعادت الجزيرة العربية مرة أخرى إلى التهميش والفقر والاضطرابات والحروب القبلية والمناطقية. إلى أن تمكن الملك عبدالعزيز من استعادة الرياض عام 1319هـ (1902م). وشرع في بناء الدولة السعودية الثالثة التي نعيش بظلها اليوم، وحرر معظم الجزيرة العربية ليبني المملكة العربية السعودية، الصرح الشامخ الذي يفاخر به كل مواطن سعودي وكل عربي يعتز بعروبته وكل مسلم مخلص لدينه.
* وتر
من طباق الظلمات والعتم وجور التاريخ
ينهض الوطن واحدا قويا أبيا،
يعانق شاهقات الذرى..
ويحتفي بذكرى التأسيس والمؤسسين الشوامخ..